بغداد- العراق اليوم: منذ إعلان نتائج الانتخابات الاخيرة في آيار 2018, وحصول سائرون على العدد الأكبر من المقاعد في مجلس النواب, تصدر ائتلاف “سائرون” قوةً نشطةً داخل البرلمان، إلّا أنّ ابتعاد زعيم التيار مقتدى الصدر عن الجدل السياسي المحلي، وتركيزه على الملفات الاجتماعية، عبر سلسلة التغريدات التي تناقش “آفات المجتمع” يطرح تساؤلات ملحّة، حول مدى تبنّي الصدر، أو حتى اطلاعه، على التحركات التي يجريها “سائرون”، خاصةً بعد الأنباء عن صفقة لتقاسم مناصب الدولة بين ائتلافَي الفتح وسائرون، ومشاركة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، رغم أنّ الصدر -في فترة اقترابه من تحالف سائرون- كان من أكثر الزعامات مطالبة بمكافحة المحاصصة، ومنع إبرام صفقات التقاسم. “حقيبة الخلافات” وتركز الخلاف الأعمق، بين الكتل السياسية، حول إصرار “سائرون” على عدم تمرير مرشحي الوزارات الأمنية، وفق المحاصصة، أو بعيداً عن المعايير المهنية، التي كانت من أولويات الائتلاف وزعيمه، ونجح الائتلاف منذ بدء الجلسات البرلمانية ولاكثر من مرة بمنع اسماء اخرى, وتمكن حتى اللحظة من حفظ حقيبتي الداخلية والدفاع بعيدا عن “غير المستقلين”, وهو ما عده الائتلاف وشركاؤه، نصراً، حتى انتشر في كانون الاول 2018 فيديو “سيلفي”, صوّره اعضاء سائرون، رددوا فيه عبارة “قرارنا عراقي”, بعدما انسحبوا من الجلسة واخلوا النصاب ومنعوا تمرير فالح الفياض لحقيبة الداخلية. “حزم صدري سابق” وساهم “الحزم” الصدري ضد المحاصصة وتقاسم المناصب، بتعزيز العلاقة بين سائرون وقوى أخرى تشاركه التطلعات، كتيار الحكمة، وائتلاف النصر، وغيرهما، من القوى التي فضلت التنازل عن حصصها الوزارية، لصالح “مستقلين” يختارهم رئيس الوزراء، إلا أن الأخير، قدم مقاربة مثيرة، وهي قبول “هدايا المتنازلين عن حصصهم، وقبول اشتراطات المُصرّين على حصصهم” ما جعل القوى التي تنازلت عن حصصها في موقف ملتبس، وفق ما تعبر عنه قوى عديدة في معسكر رفض المحاصصة، الذي كان سائرون من أبرز نجومه. ويقول القيادي في تيار الحكمة، فادي الشمري إن “ما يجري مؤخراً، أمر غير مفهوم، فالقوى التي اتفقت على رفض المحاصصة، يبدو أنها تراجعت، وقررت الدخول منفردة في مجال حصد المناصب، ضاربة جملةً من الاتفاقات السابقة” مضيفاً “هذا ما يجعل قوى مثل الحكمة، والنصر، وغيرها .. تراجع حساباتها من التحالفات السابقة، وتمضي باتجاه عقد تفاهمات جديدة، تبحث الخيارات الممكنة للرد على الواقع الذي فرضته التطورات الجديدة” يقول الشمري “ليس خيار التوجه إلى المعارضة مستبعداً، رغم أنه لم يُحسم حتى الآن، لكنه مطروح بالتأكيد” “استغلال الفراغ؟” ابتعاد الصدر عن المشهد السياسي, والانقطاع عن التغريد والضغط والتذكير الدائم برؤيته وصب الاهتمام على القضايا المجتمعية, دفع مراقبين للوضع السياسي الى التساؤل عما اذا كان سائرون سينجرف هو الاخر مع الاهتمام الجديد للصدر, فيشرع بمراقبة القضايا المجتمعية وينشغل بطرح قوانين وتشريعات تهم القضايا التي يسلط عليها مقتدى الصدر الضوء, بعيدً عن القضايا السياسية, ام أن هذا الامر سيدفع سائرون لـ”التحرر” من رؤى الصدر و” لاءاته” المعروفة ضد المحاصصة، والذهاب نحو تفاهمات التقاسم التي يجري الحديث عنها على مستوى رفيع. ورغم عدم صدور تعليق حتى الآن من مكتب الصدر حول “الصفقة المفترضة بين الفتح والسائرون وعبدالمهدي” إلا أن مراقبين يرجحون اصطدامها في مرحلة مقبلة برفض الصدر، بإفتراض ان السيد مقتدى لا يعلم بهذه الصفقة، وهنا يقول المحلل السياسي جاسم الموسوي ان “سائرون لن يجرؤ على السير بما يخالف توجه الصدر”, معتبرا ان “ابتعاد الصدر عن المشهد السياسي لا يعني ان سائرون سيعتمد على مايتوصل اليه من اتفاقات ثنائية، وما يتهيأ له”
*
اضافة التعليق