بغداد- العراق اليوم: لأن صدام حسين شر مستطير، فها هو يبعث الأذى للعراقيين حتى وهو راقد في قبره، فشرور الطغاة لا تنهي لعشرين جيل كما يقول ماركيز.. فقد تصاعدت حدة التحذيرات في العاصمة العراقية بغداد من خطورة إغمار مياه نهر دجلة مناطق على شواطئه، خاصة مناطق شرق العاصمة التي تضم مفاعل نووية سابقة، بينها مفاعل صدام حسين النووي. ودعا زياد الجنابي النائب في البرلمان العراقي عبر بيان تلقاه (العراق اليوم)، رئيس الوزراء وكافة الوزارات والجهات ذات العلاقة إلى الاهتمام بمسألة ارتفاع مناسيب المياه في نهر دجلة خصوصاً في منطقة المدائن، واحتمال حصول كارثة بيئية ناتجة عن موجة فيضانية قد تؤدي إلى إغمار مناطق كبيرة في منطقة التويثة ببغداد. وأوضح الجنابي، أن ”تلك المنطقة تضم منشآت المفاعل النووي السابقة، ومواد ملوثة بالاشعاع، ما يعني إمكانية انتقال التلوث الاشعاعي إلى النهر وهذا قد يسبب كارثة حقيقية“، داعياً إلى ”مزيد من التحسب والمتابعة والاستنفار حماية لحياة الناس وصحتهم“. ومنذ أيام تشهد عدة محافظات عراقية موجات فيضانية بسبب ارتفاع مناسيب نهر دجلة وسقوط الأمطار في بعض المناطق، فضلًا عن قدوم السيول الإيرانية إلى محافظات البصرة وواسط وميسان. وفي بغداد غمرت مياه نهر دجلة المطاعم القريبة من جسر الجادرية وسط العاصمة وذلك بعد ارتفاع غير مسبوق في مناسيب النهر، وسط دعوات وتحذيرات لاتخاذ الحيطة والحذر من قبل القائمين على المتنزهات الشاطئية وسكان المناطق المحاذية للنهر. لكن وزارة الموارد المائية في العراق تقول إن ”غرق بعض المتنزهات والمراكز الترفيهية أمر طبيعي، لأنها مجاورة لمجرى النهر وتحت الجرف، ومن الطبيعي أن تغرق بالمياه جرّاء ارتفاع المناسيب“، مؤكدة ”وجود زيادة محتملة في مياه نهر دجلة لكن ذلك لا ينذر بأي مخاوف، حيث يوجد فراغ لأكثر من خمسة أمتار في حوض النهر“. وذكر بيان صدر عن الوزارة تلقاه (العراق اليوم)، أن ”العاصمة بغداد آمنة من الغرق أو الفيضانات، والوضع مسيطر عليه وجريان المياه هادئ، وبإمكان النهر استيعاب خمسة أمتار أخرى“. وقبل يومين خرجت مياه سد ”دوكان“ في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، عن السيطرة بعد الارتفاع الهائل في مناسيب المياه، كما أغلق العراق منفذ ”الشيب“ الحدودي مع إيران أمام المسافرين والتجارة حتى إشعار آخر، بينما لا تزال مياه الفيضانات تغمر قرى في جنوب إيران. وكان حاكم محافظة خوزستان ذات الغالبية العربية جنوب إيران، أعلن الأسبوع الماضي عن إخلاء فوري لست مدن في المحافظة خوفًا من فيضانات جديدة نتيجة الأمطار الغزيرة، وبسبب زيادة تسرب المياه من سد الكرخة الذي يقع في إقليم خوزستان، بطاقة تخزينية تقدر بنحو 5.9 مليار متر مكعب. وتعرضت إيران خلال الأيام الماضية إلى فيضانات نتيجة استمرار هطول الأمطار بغزارة ما تسبب بوقوع العشرات من الضحايا.
*
اضافة التعليق