بغداد- العراق اليوم:
الفريق الركن احمد الساعدي
هنالك تصور خاطئ لدى البعض عن الحرية غير مدرك بان لها حدوداً معينة، اذ من الممكن ان تكون الحرية شخصية، ولكن حدودها لاتسمح بالتجاوز على الاخرين، وبعض الاحيان يتصرف الكثيرون تصرفات غير محسوبة، او فيها تجاوز واساءة للآخرين وهذا غير مسموح به شرعاً وقانوناً، وقد تم تعريف الحرية بأنها " حق الفرد في ان يفعل كل شيء شريطة ان لايضر بالاخرين " ومن هذا نفهم القاعدة التالية: لك حريتك ولكن مع الاخرين..اي ان الحرية تنطلق من مفهوم المشاركة مع المجتمع. اذن حريتنا فيها ضوابط اخلاقية وسلوكية.. فالحرية التي ننشدها جميعاً هي حرية الفكر والاعتقاد والرقي بالحياة لاجل بناء انسان نموذجي في السلوك، واي تصرف او سلوك يضر بالمجتمع يعتبر سلوكا فوضوياً، او اعتداءاً على معتقداته، وبهذا نكون قد تجاوزنا حدودنا ولزم المحاسبة حتى لانسمح للفرد بتجاوز حدوده. بعد ان كنا تواقين للحرية الفكرية والسياسية والعقائدية نجد البعض منا اضاع البوصلة ولم يفهم الحرية بشكل علمي وراق، وانتهج البعض سلوكيات منحرفة اجتماعياً، معتبراً ذلك السلوك حرية ! كلا ايها الشباب العراقي، فالحرية ليست كما تتصورون، والتجاوزات على حرية الاخرين هي "افعال مخلة بالاداب العامة، والتهجم على معتقدات الاخرين او اثارة نعرات طائفية او الافتراء بنشر صور او مقالات او قصص ينسجها الخيال هي لاتنتمي لمفهوم وقيم الحرية ".. الحرية التي نريدها جميعاً ترتسم بتطوير الفكر، وتبعث الانسان نحو البناء الراقي والمزدهر.. حريتنا تصنع من الفرد انساناً مهذبا واعياً ومدركاً ومساهماً بشكل فاعل ببناء الوطن.. واذا اخطأنا السير في الاتجاة الصحيح لفهم معنى الحرية، وانحرفنا لاسمح الله، فتحولت حريتنا الى فوضى عارمة، تدخلنا جميعاً بالصرعات التي تبدا ولن تنتهي، وبهذا ضاع منا الوطن وضاعت معه حريتنا وسقط المجتمع في مستنقع الرذيلة .. لهذا نناشد الشباب العراقي ونقول لهم: اعتنقوا حرية الاحرار التي تساهم ببناء العراق وابتعدوا عن السلوكيات التي تلحق الضرر بالاخرين.. وفقتم للعراق، وسلمتم لنا.
*
اضافة التعليق