مباحثات الحلبوسي في واشنطن تشطب تماماً فكرة “طرد” القوات الأميركية من العراق؟

بغداد- العراق اليوم:

نشرت صحيفة “العرب” اللندنية، تقريراً عن زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى اميركا، اكدت فيه ان فكرة “طرد” القوات الأميركية من العراق “تراجعت” إن لم تكن قد نسفت تماماً، لكّن الصحيفة شدّدت على اختلاف دوافع ذلك من فريق سياسي لآخر. ونقلت الصحيفة عن برلماني اطلع على جزء من نقاشات كتل برلمانية ممثلة لعدة أطراف سياسية قوله إنّه “لمس ميلاً للتريث بشأن البدء بمسار إخراج القوات الأميركية من العراق لدى أعضاء الفريق الذي يوصف بـ”الموالي لإيران”. وأرجع النائب الذي تحدّث طالبا عدم ذكر اسمه، سبب ذلك التراجع إلى أنّ “إيران بحد ذاتها ميّالة لتخفيف الضغط عبر حلفائها العراقيين على حكومة عادل عبدالمهدي وتفضّل تجنيب حكومة بغداد – المتعاونة معها في خرق العقوبات المفروضة على طهران من قبل واشنطن- التعرّض لمزيد من الضغوط الأميركية”. وقال النائب ذاته إنّ “طهران تفضّل الإبقاء على مسألة إخراج القوات الأميركية من العراق كورقة ضغط ومساومة، على أن تستخدمها بالفعل وتستنفد فعاليتها وقد تأتي بنتائج عكسية”. وبحسب النائب أيضا فإنه “لا يشكّل الوجود العسكري الأميركي في العراق أولوية في الوقت الحالي لدى إيران بقدر ما يقلقها ملف العقوبات”. وتدرك طهران أن الولايات المتحدة ما تزال مضطرّة لمراعاة ظروف الحكومة العراقية المصنّفة ضمن حلفائها في المنطقة، وهو ما تجلّى مؤخّرا في قرار واشنطن تمديد فترة إعفاء العراق من تطبيق العقوبات والسماح له باستيراد الطاقة من إيران، وذلك في ظلّ انعدام البدائل الجاهزة لتعويض النقص الكبير في توليد الطاقة الكهربائية، في حال توقّفت بغداد عن استيراد الغاز الإيراني بموجب العقوبات الأميركية”. فيما نقلت الصحيفة عن مصادر عراقية قولها ان “هناك تراجعاً في فكرة “طرد” القوات الأميركية من العراق، لكّنها شدّدت على اختلاف دوافع ذلك من فريق سياسي لآخر”. أما الفريق الثاني المنخرط في المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق، فهو الشقّ المحسوب على الزعيم مقتدى الصدر الداعم لائتلاف سائرون المشارك بدوره في تشكيل تحالف الإصلاح والذي أبدى استعدادا لتوظيف كتلته البرلمانية لمصلحة مشروع قانون إعادة تنظيم وضع القوات الأجنبية، بحسب الصحيفة. لكنّ قادة تحالف الإصلاح يُبدونَ أميلَ لصرف جهودهم للدفع بعملية الإصلاح الداخلية التي يرفعون لواءَها، وحسب مصادر الصحيفة، فإنّ “هؤلاء الذين يرفعون الصوت بمناهضة الوجود العسكري الأميركي في العراق، (يتهامسون) في ما بينهم بأن معركة طرد القوات الأميركية من العراق هي بالأساس معركة إيران وإذا تمّ كسبها فسوف تحسب لحلفاء طهران وستزيد من تمكينهم وستساعدهم على توسيع شعبيتهم”. وفي وقت سابق بحث رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، مع وزير الدفاع الاميركي باتريك شاناهان، العلاقات الثنائية وخاصة في مجالي الأمني والعسكري والاقتصادي، فيما شدد على حاجة العراق للقوات الاميركية في التدريب والدعم اللوجستي.

علق هنا