بغداد- العراق اليوم:
لم يكن العثور على "نوزاد" سهلاً في العاصمة التركية أنقره، إلا اننا تمكنا من الوصول اليه لمعرفة قصته، ووجدنا بأن معظم الناس يعرفونه هنا من خلال تربيته للعشرات من الكلاب الضالة.
فلكل شخص طموحه الذي يسعى لتحقيقه بكل جد في الحياة رغم كل المعوقات، هذا ما قاله "نوزاد إسكي" الذي لقد كرس حياته لتربية الكلاب الضآلة، حيث يرعى أكثر من مئة كلب.
ويقول نوزاد، "ولدت في أنقرة ولكنني أنحدر من مدينة سيواس، في الماضي كنت موظفاً في بلدية تشانكايا. تقاعدت في عام 2007. عندما كنت أعمل في البلدية، كانت لدي ثلاثة كلاب أطعمهم كل يوم. وكان موظفو البلدية يعتنون بهم. في عام 2007، عندما تقاعدت، لم أكن أريد التخلي عنهم وتركهم، شعرت بالأسف؛ لذلك قررت أن أربيهم هنا. أعطاني أخي هذا البيت لأبقي الكلاب فيه. وأنا أتفقدهم كل يوم منذ عام 2007".
يُعرف نوزاد نفسه على أنه راعي كلاب، البعض لا يحبذون ما يقوم به نوزاد بما فيهم أصدقاؤه وجيرانه، لكن بالنسبة له فإن لعمله في إبقاء هذه الكلاب على قيد الحياة قيمة كبيرة ويؤكد أنه سيواصل ذلك
وأضاف، "يوجد الكثير من الكلاب الضآلة في الأزقة هنا، لذا أنا أتكفل برعايتهم وهم جراء صغيرة، بدأت برعاية بعضهم عندما كانوا مرضى. لدي الآن حوالي 80 كلباً، منها 10 كلاب لديها جراء. وأنا أربيهم في مكان آخر. آتي من من مكان يبعد 40 كلم عن هنا يومياً. ولأنه لا يوجد ماء أو كهرباء. أحضر معي 100 لتر من الماء كل يوم للكلاب التي أتكفل برعايتها"
وبسبب تربيته الكثير من الكلاب، فرضت عليه السلطات الصحية في تركيا غرامة مالية، لكنه يقول إنه لا يملك ما يكفي من المال لدفع الغرامة.
كما أن جيرانه لا يحبذون ما يفعله نوزاد.
ويشير نوزاد الى "إنهم لا يحبون ما أقوم به. لكنني سوف استمر، وأمضي في الطريق الذي سلكته، في المسجد الموجود هنا قدم الإمام شكوى ضدي، كما فرضت البلدية علي دفع 6.600 ليرة (1,166 دولاراً) بتهم مختلفة". يتقاضى نوزاد إسكي راتباً تقاعدياً قدره 2400 ليرة (424 دولاراً) فقط، وهذا المبلغ غير كافٍ لرعاية الكلاب وتوفير احتياجاتهم، لذا يقوم في بعض الأحيان بإطعام كلابه من بقايا طعام الجيران. علما ان إطعام الكلاب الضالّة هي عادة تركية تمتد الى الزمن العثماني .
*
اضافة التعليق