بلومبيرغ: عبدالمهدي يتفرج على “إعمار وهمي”.. والمانحون ينسحبون

بغداد- العراق اليوم:

اعتبر تقرير اميركي,ان “عدم جدية” رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تجاه اعادة اعمار الموصل, دفعت بالمانحين الدوليين الى التريث والانسحاب من المساعدة في تقديم الأموال لاعادة اعمار العراق, مشيراً الى أن هذه “اللاجدية” ستدفع الى فقدان ثقة سكان هذه المناطق بالحكومة والشعور بـ”التهميش” الذي ساعد في ظهور “داعش” خلال تلك الفترة.

وذكر تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ الدولية ان “رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يحمّل العالم مسؤولية إعادة بناء المدن العراقية التي دمرت في الحرب لتحريرها من سيطرة (داعش) وهو ينتظر من العالم رد الجميل في مجالات الأمن والاستقرار ووقف حركة النزوح إلى بلدان أخرى, وإعادة بناء المناطق”.

ووفقاً للتقرير فإن “عبد المهدي محق, وللعالم مصلحة مباشرة في تجميع العراق مرة أخرى, فالمدن الأكثر تعرضاً للدمار مثل الموصل, ما زالت تحت الأنقاض، وكلما مر سكانها بالمرارة زاد تعرضهم لأيديولوجية الاستياء والانتقام التي تربت بها الجماعات الإرهابية”.

ولكن التقرير استدرك انه “لا يمكن للعالم أن يساعد العراق عندما يكون عبد المهدي -كما يبدو واضحاً- غير مهتم بمساعدة أبناء بلده, وتتجلى جهود حكومته “لإعادة الإعمار الوهمي” في غرب الموصل، التي عانت من أكبر الأضرار خلال الحرب, وبعد ما يقرب من عامين من تحريرها، بقيت أجزاء كبيرة من ثاني أكبر مدينة في العراق تقريبًا كما كانت عند إخراج قوات داعش من الدمار”.

وأكد التقرير ان “تقديرات تكلفة إعادة إعمار الموصل تتراوح من مليار دولار إلى ملياري دولار, فيما خصصت حكومة عبدالمهدي 120 مليون دولار فقط للمحافظة, وهو مبلغ لا يرقى بالنسبة لثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في منظمة أوبك، بعائدات تصدير شهرية تبلغ نحو 8 مليارات دولار”.

واشار الى ان “المانحين الدوليين تعهدوا بمئات الملايين من الدولارات لإصلاح المدينة, حيث تعهدوا في مؤتمر عُقد في الكويت العام الماضي، باعطاء العراق مبلغ 30 مليار دولار لإعادة إعماره بشكل عام”, لكن المانحين يقولون إن “حكومة عبد المهدي غير قادرة على صرف الأموال”. مبينا انه “في مؤتمر عقد في مدينة السليمانية الأسبوع الماضي، كان السفير الأوروبي صريحًا في تقييمه عندما قال إن الحكومة فشلت في وضع خطة عمل حقيقية للموصل، مما أدى إلى توقف المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي”.

وتابع التقرير ان “المشاركين الآخرين في منتدى السليمانية كانوا قلقين من ان عدم كفاءة بغداد ستؤدي إلى إبعاد المانحين والتوجه لأزمات أخرى، في البلدان الأكثر فقراً مثل اليمن”.

فيما لا يزال البعض الآخر قلقًا بشأن “العواقب الاجتماعية والطائفية لعدم اهتمام عبد المهدي بإعادة الإعمار”

واعتبر التقرير ان “سكان الموصل والمدن الأخرى التي سيطر عليها داعش, وعلى الرغم من إهمالهم من قبل الحكومات في بغداد، إلا أنهم أصبحوا أكثر استعدادًا بعد تحريرهم لاستعادة ثقتهم في الحكومة, وفي الانتخابات العامة التي جرت في الصيف الماضي، أبدت الموصل امتنانها بتصويتها لرئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي, لكن النوايا الحسنة تتلاشى”.

ويقول المعهد الوطني الديمقراطي، الذي يجري استطلاعات الرأي للعراقيين منذ عدة سنوات، إن “الكثيرين في المناطق السنية يفقدون ثقتهم في الحكومة”, وفي منتدى السليمانية، حذرت أنكا هانسن مديرة المعهد الديمقراطي الوطني في العراق, من “التشاؤم المتزايد” في الوقت الذي يكافح ابناء المحافظات المدمرة لإعادة بناء منازلهم وإيجاد وظائف لابنائهم”.

وقال التقرير “لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، نعرف نهايته, وقد يعود تنظيم داعش بالفعل إلى أجزاء من العراق، في تصعيد لحملة من التفجيرات الانتحارية والترهيب, ولديه مجموعة كبيرة لتجنيد مقاتلين جدد من عشرات الآلاف من العراقيين المتهمين بمساعدة داعش المحشورين في معسكرات عزل، وكلما تأخرت بغداد في إعادة الإعمار، كلما زاد حجم هذا التجمع”.

وختم التقرير قوله ان “عبد المهدي محق في ان العالم يتحمل مسؤولية إعادة إعمار العراق, لكن تلك المسؤولية تبدأ بالضغط عليه لأداء دوره”.

علق هنا