سنان العزاوي.. الفنان حين يتحول إلى مهـــرج ومحــرض و"بلطــجي"!! (عن النشيد الوطني والتحريــض ضد اتحاد الأدباء).

بغداد- العراق اليوم:

أحمد عبد السادة

بعد التظاهرات التي اندلعت في عام 2015، وبعد دخول التيار الصدري على خط تلك التظاهرات وقيامه بقيادتها وابتلاعها وتسييرها وتجييرها لصالح أهدافه السياسية، شاهدنا بعض المثقفين والفنانين "النفعييــن" الذين قاموا بركوب أمواج تلك التظاهرات وباتخاذها فرصة ومنصة للاستعراض الإعلامي أولاً، ولتحقيق أهدافهم الشخصية ثانياً، وثالثاً للاستقواء بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر من خلال التقرب والتزلــف له والانضواء تحت عباءته تمهيداً للتحدث بإسمه ولممارسة "البلطــجة" بإسمه أحياناً!!.

كان سنان العزاوي في مقدمة هؤلاء "النفعييــن" الوصوليين، من خلال سلوكه الاستعراضي التهــريجي، وتملقـــه الرخيـــص والمقـــزز للتيار الصدري وزعيمه، وأخيراً من خلال استخدامه لإسم "الصدر" لتهديــد أعضاء اتحاد الأدباء والتحــريض على دمهم والتوعد بغلق مقرهم في منشور له في "الفيس بوك"، لا لشيء سوى لأن الاتحاد انتقد ورفض مقترحاً تقدم به نواب التيار الصدري لإقرار "نشيد وطني" مقترح كاتبه شاعر بعثـــي صدامــي ولحنه مســـروق وكلماته بسيطة جداً!!.

تضمن منشور سنان العزاوي المشيـــن ضد اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين العديد من المغالطات والإســـاءات التي سأطرحها وأرد عليها في النقاط التالية:

أولاً: اتهم سنان العزاوي اتحاد الأدباء بأن أغلب أعضائه بعثيـــون، في حين أنه يدافع عن "نشيد وطني" مقترح كاتبه شاعر بعثـــي بل صدامـــي هو أسعد الغريري الذي كتب كلمات العديد من الأغاني الصداميـــة كأغنية "من عمرنا على عمرك يا صدام" وأغنية " گرت عيونك سيدي رايتك بيضة سيدي" وأغنية "وعد وعد" وأغنية "ذهب ذهب قائدنا حچيه ذهب"!!.

ثانياً: ادعى سنان العزاوي بأن أغلب أعضاء اتحاد الأدباء بلا موقف وأن ذممــهم تباع وتشترى بأبخــس الأثمان حسب قوله، وأنا هنا أذكره مثلاً بأن المجلس المركزي لاتحاد الأدباء - وهو ممثل الأدباء الرسمي الذي أتشرف بكوني أحد أعضائه - أصدر مؤخراً بيانين تاريخيين، الأول ضد التطبيـــع العربي - الخليجي تحديداً - مع إسرائيل، والثاني للتضامن مع أطفال اليمن وللتنديد بالحــرب الظالمــــة التي تشنها السعودية ضد اليمن، فلو كان اتحاد الأدباء بلا موقف ويبيع ذمتــه مقابل المصالح - كما يدعي العزاوي - لغازل السعودية وشقيقاتها الخليجيات ولما تفرد وتميز بموقفه الجريء والشجاع هذا الذي جعله بمواجهة اتحادات الأدباء الخليجية المسيطرة والمهيمنة مالياً وإدارياً على اتحاد الأدباء العرب، تلك الاتحادات التي هي في الحقيقة مجرد ديكورات وملاحق ثقافية للأنظمة السياسية الخليجية الدكتاتوريـــة، وذلك في الوقت الذي كان يروج فيه سنان العزاوي وأمثاله للتقارب مع مملكة الإرهـــــاب والمؤامـــرات الوهابيـــة وولي عهدها المجــــرم محمد بن سلمان.

ثالثاً: في ضوء النقطتين أعلاه أقول بأن الأدباء الذين مدحوا الطاغيـــة صدام لا يمثلون الأدباء، وهنا أذكر سنان العزاوي بأن العديد من الأدباء واجهوا وعارضوا نظام صدام الدكتاتــــوري وبعضهم تم إعدامـــه - كالروائي الشهيد حسن مطلك - والعديد منهم غادروا العراق كمعارضين للبعث وصدام، في الوقت الذي كان فيه سنان العزاوي محتضناً من قبل المؤسسة الثقافية والفنية الرسمية البعثية، وكان يتنعم بعطايا هذه المؤسسة (نال سنان العزاوي الجائزة الأولى في مهرجان مسرحي بعثـــي في عام 1998 عن مسرحية قام بإعدادها وإخراجها!!)، وهنا نتساءل: كيف يمكن أن تكرم السلطة البعثية فناناً ما دون أن يكون هذا الفنان خاضعاً لها ومنسجماً مع خطابها؟!!!

رابعاً: استناداً إلى استقوائه بجهة دينية سياسية، حرض سنان العزاوي على الأدباء من خلال ادعائه بأن مقرهم يتحول ليلاً إلى "بــار ليلي" و"خمــارة" و"عرق خانه" حسب تعبيره، داعياً إلى إغلاق مقر الاتحاد لهذا السبب، وهو تحريـــض معيـــب ورخيـــص ومستهلك ولن يجد له آذاناً صاغية بالتأكيد، وهنا أسأل سنان العزاوي: من الذي قام بتنصيبك قاضياً أخلاقياً وحاكماً شرعياً ومدعياً عاماً للفضيلة لكي تدعو لمصادرة حريات عامة وخاصة كفلها القانون ونهج التعايش وتقبل الآخر في العراق؟!.

علق هنا