مصر تقترب سياسياً واقتصادياً من المحور العراقي الايراني السوري.. وتبتعد عن المحور السعودي

بغداد- متابعة العراق اليوم:

شهدت بوضوح حالة من التقارب الاقتصادي بين مصر والعراق مع اتفاق على تصدير بغداد إلى القاهرة لمليون أو مليوني طن من النفط شهريا، فيما جاءت مواقف سياسية واضحة تشير إلى اتساع الخلاف مع السعودية بشكل واضح.

وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري امس الخميس مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري الجهود المبذولة لمكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب.

وقال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ، في بيان صحافي امس، إن اللقاء تناول بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويتناسب مع العمق التاريخي والحضاري والثقل السياسي والأمني العربي والإقليمي والدولي للبلدين.

وأكد الوزير شكري خلال اللقاء حرص مصر على تقديم الدعم للعراق وللجهود الرامية للمحافظة على وحدته وسيادته على كامل أراضيه، واستعادة أمنه واستقراره، وتعزيز دوره على الساحة العربية لاسيما فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية الهامة التي تتطلب توحيد الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشددا في هذا الصدد على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإقليمية والدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

و ثمن وزير الخارجية العراقي الدور التاريخي والمحوري لمصر في المنطقة، الداعم لكل الجهود الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم العربي، والحفاظ على مقدرات الشعوب والسلامة الإقليمية للدول العربية، مشيدا بدورها الفاعل في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية.

كما أطلع الجعفري نظيره المصري على آخر مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، مستعرضا الجهود المبذولة لتحرير المدن العراقية من قبضة  (داعش) الإرهابي، ومنوها في هذا الصدد بما بذلته أطياف الشعب العراقي لمواجهة ظاهرة الإرهاب البغيضة. وأضاف المتحدث أن الوزير شكري أكد خلال اللقاء على متانة وعمق العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين، وعلى ضرورة تكثيف التعاون في شتى المجالات خاصة السياسية والأمنية، معربا عن تطلعه لعقد اجتماع للجنة المشتركة للتشاور السياسي على مستوى وزيري خارجية البلدين في شباط/ فبراير/شباط المقبل، بهدف التنسيق والتشاور بشأن أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وكذلك سبل توفير الدعم لإعادة بناء العراق ومحاربة الإرهاب، بما يحقق تطلعات الشعب العراقي الشقيق.

ودعا الجعفري إلى ضرورة مكافحة الإرهاب ثقافيا وفكريا وإدانة من يروجون لهذا الفكر الإرهابي .وقال الجعفري، في مؤتمر صحافي عقده امس الخميس عقب لقائه مع الأمين لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، إن «أي معالجة لآفة الإرهاب ستكون عرضية ما لم تتم المعالجة الثقافية والفكرية لهذا الفكر المتطرف».

وأضاف أن «أكثر ما نحتاجه لمواجهة الإرهاب هو وجود بنية ثقافية «، مؤكدا أن بقية الأمور الأخرى مهمة جدا لمعالجة تلك المشكلة ، ولكن» ما لم تؤمن الدول لنفسها قاعدة ثقافية أو معادلا ثقافيا يصبح العلاج لظاهرة الإرهاب علاجا عرضيا لا يمس جذر المشكلة».

وتابع الجعفري : «نحن نطمح الآن على مستوى الثقافة باستخراج قانون يدين الإرهاب كفكر، وأن يدان أصل الفكر الإرهابي وبالتالي كل من يروج لهذه الثقافة يجب أن يدان».

قال «إن مسألة الإرهاب أصبحت ثقافة قتل وسفك دم، وأن المعادل لهذه الثقافة هو حقن الدم والحفاظ على سلامة المواطنين وسيادة الدول وهذا كثقافة مجتمعية». وأشار الجعفري إلى أن «لقاءه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية كان حافلا وتم خلاله تبادل وجهات النظر وإجراء تقييم للمؤتمر العربي الأوروبي والنجاحات التي حققها بصورة عـــامة».

علق هنا