بغداد- العراق اليوم: هناك بلد عربي في الشرق الاوسط لا يسبب القلق للعالم و يسانده الغرب بقوة و لا تشكل التيارات الاشتراكية تهديداً له , هذا البلد تحت التطوير ويعتمد في تطوير نفسه على امواله ومصادره الخاصة وكل ما يطلبه هو النصيحة والمساعدة التقنية . هذا البلد هو العراق , الأرض التي يمر بها نهري دجلة و الفرات . قبل سبع سنوات كان الجزء الأعظم من أراضي العراق عبارة عن صحراء وثلثي سكانه يعيشون في بيوت طينية ويعانون من امراض كثيرة مثل الملاريا , التراخوما و الإسهال , و الحال في المدن ليس بأفضل كثيراً . العراق اليوم بمستوى معيشي يرتفع بصورة واضحة , مشاريع ضخمة مثل مشاريع السيطرة على الفيضان و إنتاج الغذاء و الطاقة و الحد من الهجرة بتحسين الواقع الريفي و إستصلاح الأراضي واضحة للعيان . قبل عدة أشهر إفتتح الملك الشاب فيصل الثاني سداً كبيراً على نهر الفرات في لواء الحلة مخططاً له ان يوفر المياه ل148000 هكتاراً من الأراضي القاحله و جعلها صالحة للزراعه , كما قام الملك الشاب بتوزيع 40 هكتاراً من الأراضي المستفيدة من المشروع على المزارعين الذين يبلغ عددهم 2000 مزارع . في الأسبوع نفسه سافر الملك الشاب إلى الموصل لإفتتاح مصنع الغزل و النسيج الذي كلف بناءه 4 مليون باوند . في بغداد ترى الجرارات تسير في الطرق الطينيه من أجل شق طرق جديدة معبدة كتحضيرات لخطة بناء 1250 وحدة سكنية . تم بناء جسرين كبيرين على نهر دجلة بكلفة 1.500.000 باوند , كما تم بناء سد على نهر دجلة في سامراء بكلفة 14 مليون باوند و الذي سيضع حداً لتهديدات الفيضان لمدينة بغداد و مدن جنوب العراق . ضمن خطة إعمار العراق التي تتضمن بناء 400.000 منزل تم بناء 25.000 , كما تم تخصيص 5 مليون باوند لتحسين الواقع الصحي ، فتم شراء 1000 سرير لمستشفيات بغداد و تمت المباشرة ببناء 50 مستشفى في عموم العراق . 250 مدرسة جديدة تم بناءها و إفتتاحها و باشر الطلاب بالدراسة فيها خلال أل7 سنوات الماضيه . الرجل الأقوى في العراق هو ( نوري السعيد ) رئيس الوزراء لعدة مرات هو الواضع و المخطط الفعلي لخطة إعمار العراق . النفط العراقي كان محتكراً من قبل الشركات الأجنبيه ، حرص نوري السعيد على أن يحصل العراق على إتفاق مع الشركات مشابه لإتفاق المملكة العربية السعودية و الذي يقضي بحصول البلد على 50% من فوائد النفط و تم له ذلك في العام 1952 . يقول ( نوري السعيد ) : (( إنه سيكون حريصاً على أن لا تتحول أموال النفط العراقي الى سيارات كاديلاك بيد الإقطاعيين كما هو الحال للأمراء في السعوديه . )) فتم تخصيص الأموال العراقية لمشاريع تنموية عملاقة ضمن خطط إستراتيجيه تتضمن تخصيص 70% من واردات العراق لإنجاز مشاريع طويلة الأمد , و 30% لمشاريع حاليه . مجلس الإعمار العراقي الذي يرأسه نوري السعيد يضم في عضويته 10 أعضاء مشهود لهم بالكفاءة و النزاهة بينهما مستشاران أجنبيان أحدهما بريطاني و الآخر أمريكي . العراق الذي إستدان من البنك الدولي 12.800.000 دولار للبدء بمشاريع الإعمار سدد ما عليه من ديون خلال عامين فقط وهو اليوم غير مدين بالأموال لأي جهة و شبه مكتفياً ذاتياً علماً إن السعودية التي تنتج أكثر من إنتاجه من النفط و لا وجود لمشاريع إعمار ضخمة على أراضيها إستدانت من الولايات المتحدة خمسين مليون دولار !
*
اضافة التعليق