بغداد- العراق اليوم: ارقام مخيفة وهائلة تلك التي كُشف عنها في برنامج تلفزيوني عرض مؤخراً عن السرقات والنهب المُنظم الذي كان يمارس في وزارة الاتصالات العراقية، وعن الكيفية التي كانت تدار بها عقود هذه الوزارة والتي انتهت الى خسارة الدولة العراقية لقرابة الستين مليون دولار شهرياً جراء عمليات التهريب المستمرة لسعات الانترنت، وكذلك العقود التي تفوح منها روائح الفساد والسرقات الواضحة التي لم تجد من يوقفها في الحكومة السابقة، رغم حملات الاستجواب وصيحات النزاهة، الا أن خطوات عملية وجريئة بدأت منذ تسلم الوزير الحالي نعيم الربيعي الوزارة، حيث بدأت عملية ملاحقة "مافيا" الانترنت فعلياً، الامر الذي أُثار دهشة واستغراب الشارع العراقي الذي وجد أن نهباً منظماً كان يجري على قدم وساق، فيما تغض الأطراف المسؤولة النظر عنه، فيما لا يمكن لأي طرف من الاطراف المستفيدة أن توقف هذه العملية نظراً لسعة الجهات المتورطة في ملف تهريب سعات الانترنت، وكذلك في العقود الاحتكارية المذلة التي عقدت مع شركات اجنبية لاحتكار قطاع الانترنت في البلاد. وفي برنامج ممنوع من العرض الذي بثته فضائية الفرات، وأستضاف النائب هدى سجاد ومدير عام التخطيط في وزارة الاتصالات، كشفت ارقام مهولة عما كان يجري في هذه الوزارة، وكيف تورطت جهات وزارية بعملية تعاقد غريبة للغاية، وكيف أن قطاع الاتصالات وخصوصاً الانترنت يعرض البلاد الى خسارة يومية بمئات الالاف من الدولارات وكيف أن مافيات حقيقية تقوم بتهريب سعات الانترنت الذي تدفع الدولة العراقية لشرائه ملايين الدولارات، إذ أكدت النائبة هدى سجاد، أن " الوزير السابق متورط بشكل واضح في ملف تعاقد مشبوه مع شركة اماراتية تدعى " سيمفوني – ايرثلنك" في عقد احتكاري لمدة عشرين عام، سيدفع العراق ثمنه باهظاً، وسيكلف العراق اقتصادياً وسياسياً وامنياً كونه سيربط ملف الانترنت في البلاد بشركة تتبع لدولة اجنبية في خطوة لا مسؤولة". وقد بينت سجاد أن " العقد فيه ملابسات فنية واقتصادية كثيرة، وأن جهات نافذة متورطة فيه"، مشيرةً الى أن " هذا الملف كان من ضمن المسكوت عنه، الا أن الوزير الحالي نعيم الربيعي تجرأ على فتحه ومراجعته، وهو أمر يستحق الاشادة والتعضيد، كون هذه الخطوة ستحمي المصالح الوطنية، وستعطي للدولة العراقية بعضاً من حقوقها التي غمطت في عقد فاسد وقع في غفلة رغم محاولات منعه التي جرت سابقاً". وقالت سجاد ان " اي شخص مهتم بالاتصالات وامن المعلومات، سيجد ان هناك خروقات واضحة وخطيرة سجلت من الجهات المختصة، بما فيها اللجنة العليا لأمن الاتصالات، تتضمن اختراق امن العراق الاتحادي ومعلوماته بنسبة 100%، الى جانب السماح بالتجسس، مبينة ان العقد لم يأخذ بعين الاعتبار جميع شروط امن المعلومات، بل حتى ان ممثل وزارة الاتصالات حضر اجتماع الهيأة العليا لأمن المعلومات وهو بالاصل من وقع العقد مع الشركة. سجاد اشادت بشكل واضح بجهود وزير الاتصالات الدكتور نعيم الربيعي ايضاً في ايقاف عمليات تهريب سعات الانترنت، واعتبرت أن " خطواته الاصلاحية بدأت تظهر وتؤتي اكلها من خلال مشروعه الواضح لتخفيض وتحسين خدمة الانترنت". وكشف ايضاً عن " الحملة المنظمة التي يتعرض لها الوزير الربيعي من اتهامات وتهديدات وتلويحات، أنما هي جزء من حرب الفاسدين الذين وصلتهم يد الربيعي وبدأت تنال من عروشهم الفاسدة، مؤكدةً أن " هذه الجهات تحاول عرقلة جهود كشفها وفضحها وايقاف سرقتها للمال العام ومال المواطن العراقي". فيما اشاد مدير عام التخطيط في وزارة الاتصالات باسل الاسدي بجهود الوزير الربيعي واصفاً اياه بالكفوء والمقتدر والمختص الذي سيأخذ بيد قطاع الاتصالات الى مصاف الوزارات السيادية الناجحة، داعياً الى الابتعاد عن لغة التسقيط والتصيد بالماء العكر، مؤكداً ان " مقياس الوطنية هو مقياس الخدمة العامة المقدمة للمواطن، مؤكداً ان بصمات الوزير بدأت تظهر سريعاً وسيتغير واقع الاتصالات والانترنت خصوصاً في القريب المنظور، بعد حملات الوزير وتحركاته الواضحة لايقاف الفساد والتهريب ومراجعة ملف التعاقدات المبرمة سابقاً.
*
اضافة التعليق