بغداد- العراق اليوم:
قال الجدُّ الحكيم لحفيدة : إنَّه صراعٌ عنيف وقويٌّ بين ذئبين: أحدهما شرِّير مفترس؛ ذلك هو ذئبُ الغضَب والحسَد، والغيرةِ والجشع، والغرور والدناءة، والكذبِ والخِداع والكِبر، والآخرُ ذئبٌ مسالم ووَديع؛ هو ذئب السعادةِ والسلام، والحبِّ والتسامح، والأمل والتواضع، والعطفِ والكرَم والصدق، لكنَّه في المقابل عدوٌّ لَدود للذِّئب الشرير، وهذا الصِّراعُ الدائر بين هذين الذئبين موجودٌ لدى كلِّ الناس؛ بل حتى عندي وعندك، ويظهرُ ذلك الصِّراع جليًّا عند تعاملات الناس الحياتيَّة مع بعضهم البعض. صَمَتَ الحفيدُ برهةً مِن الزمن وقال: ♦ وأيُّ الذِّئبين يا جدِّي سيَنتصر عندما يتصارعان؟! اجابه الجدّ .. سيَنتصِرُ يا بنيَّ الذِّئبُ الذي نُطعمه أكثر، فإن كنتَ تغذِّي ذئبَ الخير بالحِلْم والأناةِ، والصدقِ والتسامح وحبِّ الخير للآخرين، وغيرها من الصِّفات الحميدة، فإنَّ هذا الذِّئب سوف يَقوى وستكون له الغلَبة عند النِّزال، وبالتالي سيعمُّ الخيرُ والحبُّ والإيثار بين الناس.
وأمَّا إن كنتَ ممَّن يغذِّي ذئبَ الشرِّ بالحِقد والخداعِ، والكذب والنَّميمة والكِبرِ، وغير ذلك من صفات الشرِّ، فإنَّ غلبة الصِّراع ستكون بلا شك لهذا الذئب الشرِّير، وعندها سوف تَنشأُ الصِّراعاتُ والأثرة، ويندر التعاونُ بين الناس، وينجرُّ المجتمع للانحدار إلى الهاوية. وفي عالم اليوم نلاحِظ كثيرًا تغذيةً للذئب الشرِّير، وهذا يتمثَّل في السُّكوت عن الظَّلَمةِ والطُّغاة الذين يَعيثون في الأرض فسادًا، من دون رادِعٍ لهؤلاء الطُّغاة، أو نصرة للمظلوم، كما يظهر ذلك أيضًا في جشَع بعض التجَّار، سواء بالمغالاة في الرِّبح الفاحِش أو الغشِّ التجاري، أو غمطِ حقوق العمَّال الكادحين عندما يعملون لديهم. لذلك يجب علينا تَغذيةِ "ذئب الخير والسلام"، وَلْيكن ذلك مِن خلال الممارسات والأساليب التالية: • تقديم خدماتٍ للمحتاجين والمُعْوِزِين مِن كبار السِّنِّ، وذوي الإعاقات، والنِّساءِ والأطفال والفقراء، عندما نجدهم في حاجة ماسَّةٍ إلى مساعدة، والأفضلُ والأَولى الانضمامُ إلى الجمعيات الرسمية المتخصِّصة في المجالات الخدمية التي يحتاجها المجتمع. • القدوة الحسَنة؛ وذلك بأن نكون قدوةً حسنة للآخرين في تعاملاتنا وسلوكاتِنا العامَّة • النَّزاهة والشَّفافية: وتتمثَّل في مُحاربة الرِّشوة والمتاجرة بالنُّفوذ، وإساءة استعمال السلطة، والإثراء غير المشروع، والتلاعبِ بالمال العام؛ باختلاسه أو تبديدِه أو إساءةِ استعماله، • محاربة الفِكر الضَّال: وهذا الدورُ يجب أن يضطلع به الآباءُ والمعلِّمون وخطباء الجوامع والإعلام بشتَّى قنواته، ولا نَنسى أمانةَ استخدامنا السوشيال ميديا؛ وذلك بعدم السَّماح بتمرير أيِّ فِكرٍ ضالٍّ أو محاولة النَّيل مِن الوحدة الوطنية.
*
اضافة التعليق