بغداد- العراق اليوم:
بلغة عجيبة، وحروف هجينة لاتعرف جنسها ولا جنسيتها، وبكلمات مزدحمة بالأخطاء اللغوية والإملائية التي لا يقع بها حتى طلاب الصف الثالث الابتدائي، نشر" مدير عام" شركة سومو علاء الياسري "بوست" في صغحته بالفيسبوك، يتملق فيه لوزير النفط تملقاً فاق فيه جميع المتملقين اليابقين واللاحقين، بل ان "سيد علاء" ذكرنا بهذا البوست بكتبة التقارير البعثية، ايام زمان، وبتملقهم غير الطبيعي للقيادة التاريخية للرفيق القائد، ولا عجب في ذلك، إذا ما علمنا ان وزارة النفط بعد استيزار الغضبان تمضي مسرعة في طريقها بنجاح غير طبيعي نحو التبعيث، فالرفاق باتوا يسيطرون اليوم على اهم الدوائر الحساسة في الوزارة، بدءاً من الرفيق حسن عناد الذي نصبه الغضبان مديراً للرقابة الداخلية (تخيلوا ان شخصاً مطروداً من الوظيفة لشموله بالإجتثاث، لكونه عضو فرقة في حزب البعث، وصديق الرئيس، وحاصل على شارة الحزب، حسب الوثائق التي بحوزتنا، والتي سبق وان قدمها الى ادارة الوزارة "الرفيق حسن" نفسه فبل سقوط النظام الصدامي، حيث عرض فيها مؤهلاته ونضالاته الحزبية! يرقيه الغضبان اربع درجات وظيفية وينصبه مديراً عاماً! وعدا الرفيق حسن، فإن ثمة حشداً من البعثيين الذين جلبهم الغضبان بمجيئه الى الوزارة، مثل هشام ياس الذي اصبح مديراً عاماً للدائرة الاقتصادية، وهو الذي كان موظفاً عادياً في مكتب حسن الرفيعي! وبإختصار فإن وزارة النفط - وبعد ان يتم قريباً التخلص من بعض الأسماء الوطنية والجهادية- ستصبح فرقة حزبية بعثية لامناص ولاجدال بذلك! ولنعد لتقرير - عفواً - لبوست مدير عام شركة سومو المنشور في صفحته بالفيسبوك، والذي يبارك فيه للوزير الغضبان " السيطرة" التي تحققت بعد سحق "العصابات"! ولا نعرف من هي العصابات التي سحقها معالي الوزير لكي نبارك نحن ايضاً، لكن المشكلة ان معالي الوزير الغضبان لم يخض حرباً ضد أي من العصابات، سوى أنه داور اربعة وكلاء وزارة من موقع الى آخر، وأعفا مدير الرقابة الداخلية من منصبه، لأن الرجل كان قد جازف وصحح ارقاماً ذكرها مدير شركة سومو خطئاً، وهو تصحيح مهم جداً، لكن معالي الوزير وبدلاً من ان يكرمه، أخرجه من هذا الموقع الحساس ليأتي بالرفيق حسن عناد بديلاً عنه كما ذكرنا قبل قليل! وقام الوزير ايضاً بنقل علي معارج الذي يعد ركناً مهماً من اركان وزارة النفط الى دائرة لا ينقل لها الا من يعاقب عقوبة ادارية كبيرة، فماذا فعل معارج لينقل هذه النقلة التي أقل ما يقال عنها انها عملية قصدية انتقامية، خاصة وان معارج يتمتع بمؤهلات وخبرة وتاريخ مهني وطني فضلاً عن شجاعته، وقدراته المنوعة فيأتي الوزير بأحد صبية حسن الرفيعي بديلاً عن تلك الشخصية المهنية النزيهة المهابة ! فأية عصابات تلك التي قضى عليها الوزير، ثم كيف يجرؤ " مدير عام " حتى لو كان "زعطوط"مثل علاء الياسري على التحدث عن زملائه المدراء العامين بهذه اللغة المتشفية اللئيمة، حتى انه اسماهم بالعصابات؟! إننا في حيرة من امرنا، فهل نصدق بوست علاء الياسري و "قصيدته " التي كتبها في عظمة الوزير الغضبان وانتصاراته على تلك العصابات التي استولت على وزارة النفط في عهد (الانحطاط الاداري السابق) - وطبعاً يقصد بذلك عهد الوزير السابق جبار اللعيبي، لأن الوزير الاسبق كان عادل عبد المهدي، ومثل هذا المتملق لا يجرؤ قطعاً على قول كلام خشن وسيئ ضد شخص يشغل اليوم منصب رئيس الوزراء! وبالمناسبة فالكلام الآسن الذي كتبه علاء الياسري ونشره في مستنقع صفحته بحق عهد جبار اللعيبي، الذي يعد واحداً من افضل الوزراء الذين مروا في تاريخ وزارة النفط العراقية، يحتاج الى وقفة شجاعة من قبل الوزير الغضبان، وقفة فيها لمسة من النبل والوفاء للصداقة التي تجاوزت الخمسين عاماً بينه وبين اللعيبي حسب تصريح الوزير الغضبان نفسه في جلسة التوديع التي اقيمت على شرف زميله الوزير المغادر! إذ كيف يسمح لمثل هذا المدير الفتى، ان يتجاوز على زميل سابق له، وصديق عمر طويل، لكن يبدو ان المروءة تعرف مقاماتها واماكنها، فتحط على من يستحقها وتهمل من يستحق اهمالها! المهم ان علاء الياسري يبارك في هذا المنشور للوزير الغضبان انتصاراته بالقضاء على العصابات، ونقل العصابجية الى خارج الخطر، حيث تمت بعدها السيطرة على الوضع - وهذا كلام علاء الياسري بالنص حرفياً -في حين ان بيان الوزارة الرسمي يقول أن التنقلات التي حصلت في الوزارة هي أمر طبيعي لتنشيط العمل الوزاري وليست ضد احد؟ فمن الصحيح هنا ياترى، ومن نصدق فيهم بهذه القضية : أنصدق انتصارات علاء الياسري ومباركته للوزير ، ام نصدق بيان الوزارة الذي يعد التنقلات امراً طبيعياً؟ وقبل ان اختتم التقرير، اردت فقط الوقوف عند كلمات الشكر والتقدير والتعهد بالسير خلف" نائب رئيس الدولة " التي توجه بها علاء الياسري الى عمه الغضبان بمناسبة قراراته المهنية العظيمة التي وضع فيها "الرجل المناسب في المكان المناسب" ! والحقيقة، فقد اضحكتني هذه العبارة كثيراً وتأكدت من ان هذا الرجل لا يضحك على الوزير فحسب انما يضحك على نفسه، وعلى جماعته بل ويتشاطر على الدنيا كلها ايضاً، فهو يعرف قبل غيره اي مهزلة ومسخرة فعلها الوزير حين ابعد كفاءتين مقتدرتين وجاء بشخصين لا حول لهما ولا قوة سوى الموافقة على كل ماسيطرحه الياسري وعلي نزار وتأييد ما سيقوله ويقرره اتباع الوزير! ولعل المضحك المبكي ان علاء الياسري المزدحم بملفات الفساد والمرصوفة اوراقه امام هيئة النزاهة والمستجوب من قبل لجنة الطاقة النيابية، اصبح الامر الناهي لدى الوزير ، فبدلاً من ان يقيله ويطهر شركة سومو من فساده، وفساد عصابته، بات بفضل الغضبان، هو الصوت المسموع، الذي يرشح هذا وذاك الى المناصب العليا ! كلمة اخيرة اهمسها في اذن الغضبان وخلفه جميع صبيانه، بدءاً من الياسري، وانتهاء بمن هو اصغر من هذا الصغير، اقول فيها: لا تفرح ب " انتصاراتك" الموهومة يامعالي الوزير، فأنت لم تنتصر، بل انت هزمت شر هزيمة، وهزيمتك بدأت منذ الجلسة التي تعرضت فيها لصديقك الوزير اللعيبي امام عدد من المسولين في وزارة النفط واتهمت صاحبك ظلماً وبهتاناً بالفساد والضعف والفوضى! وستكون خاتمة هزيمتك شنيعة مثلما كانت خاتمة قائدك الضرورة" حفرة حقيرة تليق بعديمي الوفاء !
اليكم البوست الذي نشره علاء الياسري :
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
*
اضافة التعليق