بغداد- العراق اليوم:
أنهُ زمن فيهِ سفراء الوطن، مواطنون بدرجة أمتياز، أنهُ زمن فيه السفير عراقي الهوى والهوية والولاء والانتماء، أنهُ زمن فيه السفير " واحد من الناس، من الشعب" يتحسس آلامهم ويعيش محنهم، ويشاركهم صعوبات الحياة، ويقاسي معهم المحن، بل لا يكتفي بذلك، انما يتحول الى وطن لابناء وطنه في اغترابهم، نعم أنه زمن سفراء العراق بحق، بعد أن كان السفراء في عهد سابق في الغالب، قتلة، وشاة، عيوناً للسلطة، وذراعاً قاتلة لها، يغتالون ابناء جلدتهم، ويتجسسون على أولئك الذين اضطرهم جحيم الحاكم للهجرة بعيدًا، والتشرد في أصقاع الأرض، بحثًا عن أمن ورغيف يحصلون عليه بكرامة. اليوم، ما فعلهُ السفير العراقي في باكو العاصمة الاذربيجانية، الدكتور فاضل عواد الشويلي من موقف بطولي وشجاع ووطني، اعاد للأذهان تلك الآمال العريضة التي بناها كل عراقي بعد زوال الدكتاتورية وحكمها الطائفي، في أن يكون العراقي حرًا في وطنه، وسيدًا في كل بقاع الأرض، فيجد العراق اينما حل وأينما تواجد وان يتكئ على سور الوطن، ولا يخشى من أن يكون مجرد رقم في هوامش الدول، وسجلات الشتات الطويلة. فهذا السفير العراقي حد النخاع، لم يرضَ ان تغمض له جفون وهو يسمع آنات وآهات عراقيين ابرياء، وقعوا ضحية لعصابات نصب واحتيال، دفعت بهم الى اذربيجان، وهم الحالمون بأن يعودوا لوطنهم بشهاداتً عليا، ليشاركوا في صناعة مستقبل وطن آمن، وعزيز، لكن الأقدار وسوء التقدير كانت لهم بالمرصاد، فحولت حلمهم الى كابوس، وكاد أن يجثم على الصدور، حين اقدمت السلطات الآذرية على احتجاز اكثر من اربعين طالباً في السجون بحجة تجاوزهم مدة الاقامة، فما كان من سفيرنا الا الطلب عبر قنواتهم الدبلوماسية بزيارة مواطنيه، وما أن وطأت قدماه السجن، حتى اعلن العصيان فيه، وعدم الخروج الا وجميع العراقيين احرار وابرياء من خطأ لم يرتكبوه، وازاء هذا الموقف الوطني الشجاع لم تجد السلطات هناك بداً من الاستجابة لهذا الاصرار العراقي، واعلنت الافراج عن جميع الطلبة، ليخرج معهم الشويلي وهم يرفعون ايديهم بفخر واعتزاز، وهم يرون ان ثمة مسؤولاً عراقياً لم يهدأ له بال حتى حررهم من ورطتهم هذه. أن ما فعله السفير الشويلي اليوم سابقة جميلة وكبيوة في تاريخ العمل الدبلوماسي العراقي والعربي، وقد أوضح للجميع أن ثمة نماذج مشرقة في السلك الدبلوماسي العراقي، يمكنها أن تمثل العراق خير تمثيل، وأن تدافع عن مصالح العراق وشعبه، من أي اعتداء أو تجاوز، سواء اكان حقاً او باطلاً، فللعراق رجاله وابطاله، ولهُ ان يفخر بهم كما يفخر الجميع بأبن مدينة الصدر البار " السفير فاضل الشويلي" فالف الف تحية له، ولجهده الوطني وغيرته العراقية التي ترفع لها القبعات.
*
اضافة التعليق