بغداد- العراق اليوم:
فُتحت المنطقة الخضراء، وبات بإمكان العراقيين الولوج إلى “قلعة الساسة الحصينة”. الامر لا ينحصر في تخفيف عبء الزخم المروري عن شوارع العاصمة أو كونه بادرة حسن نية او برهان صدق من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إنما هو عودة جزء من بغداد قد غُيب لأكثر من 14 عاما.
“العراق اليوم”، رصد حركة عدد من الشبان والعوائل داخل المنطقة الخضراء بعد افتتاحها، فكانت الملاحظة أن كثيرين جاؤوا بهدف التعرف على ملامحها، إذ لا يعرف الكثير من العراقيين عن ملامح المنطقة شيئا، الا ما يعرضه التلفاز من مشاهد لساحة الاحتفالات في المناسبات الرسمية. عودة الخضراء حملت الشباب ممن لم يشاهدوا سوى اسوارها إلى القدوم من مختلف انحاء بغداد والتجول فيها. الشوارع المعبدة والارصفة الواسعة فضلاً عن حدائقها الخضراء أدهشت الزوار، فمنظر رجل المرور بعد منتصف الليل فيها يثير الغرابة في مدينة تكاد تخلو تقاطعتها الرئيسة بعد منتصف الظهر من المرور.
سفرات جماعية
يبدو ان وقت فتح المنطقة الخضراء يلائم الكادحين من الشباب. فبعد انتهاء اعمالهم الشاقة، يتفقون مجموعات ليزورها للمرة الاولى. ببطءٍ تَسير عجلاتهم ليستطلعوا المكان، محاولين التعرف على ما يقع خلف كل جدار عال، فضلاً عن بضع من إيقونات بغداد العمرانية كنصب الجندي المجهول وساحة الاحتفالات.
بائع الخضار الشاب علي كمال تحدث قائلا “لم نصدق أن الخضراء افتتحت وبات بإمكاني الدخول ورؤية بيوت السياسيين وأين يعيشون. ما كان يشغل بالي، هو كيف تبدو اسواقهم.. هل يأكلون الخضار والفواكه التي ابيعها في منطقتي الشعبية”.
ويضيف علي، “قررنا انا ومجموعة من الاصدقاء الذهاب إلى المنطقة الخضراء بعد اسبوع من افتتاحها.. توجهنا ليلاً الى هناك، ولم نصدق لحظة الاقتراب من السيطرة في مدخلها اننا سندخل. توقعنا أن رجل الامن سيطلب باج الدخول، لكنه تصفح وجوهنا وسمح لنا بالدخول”. وتابع، “شاهدنا أرصفة أنيقة وحدائق واسعة، حيث أعمدة الانارة مصفوفة بانتظام وليلها نهار، ورغم عبورنا دجلة فقط الا اننا احسسنا وكأننا في سفرة خارجية”.
رجل مرور بعد منتصف الليل
يروي صلاح حسن وهو سائق تكسي بعمر 45 عاما، قصة دخوله الاول للمنطقة الخضراء، “استأجرني شاب بعد منتصف الليل وعند الوصول إلى تقاطع دمشق باتجاه العلاوي نصحني بالانعطاف يميناً والعبور من خلال الخضراء إلى الكرادة. لم اصدق أن الدخول متاح بهذه السهولة إلى المنطقة التي لم ادخلها منذ سقوط النظام السابق”.
ويضيف صلاح “دخلت للمنطقة وعند اول تقاطع لم انتبه للاشارة الحمراء ولا لرجل المرور الواقف رغم الوقت المتأخر وخلو الشارع من السيارات.. لكنه أمرني بالتوقف وانتظار الاشارة الخضراء، فيما كان الجميع يلتزم بالتعليمات وتطبيق القانون، فالحياة هنا مختلفة”. وتابع “لم اعرف من ملامح المنطقة سوى ساحة الاحتفالات ونصب الجندي المجهول فيما نبهني الراكب إلى السفارة الاميركية وبعض بيوت المسؤولين وكانت المفاجأة في الجسر المعلق، الذي لم أصدق أنني اجتازه بهذه السلاسة”.
*
اضافة التعليق