بغداد- العراق اليوم:
يبدو ان المثل العربي القائل بأن من شابه اباه فما ظلم، ينطبق وقع الحافر على الحافر، على برزاني الصغير أو كما يقال في الدراج (الزعطوط) البرزاني مسرور، الذي عينه اباه الذي يحكم قبضته على شمال العراق، بقوة السلاح والمال، ودعم تركيا وحلفائه الغربيين، مستشاراً لشؤون الأمن> فهذا المسرور المغرور تمادى اكثر من ذي قبل، مستغلاً ضعف الدولة العراقيةـ او انشغالها بمكافحة التمرد في المناطق السنية، وأصبح يزعج العراقيين بصوتهِ ، كثيراً وبإطلالاته المتكررة، وهو يردد ما كان يقوله متطرفو الكرد، الذين مضى على خطابهم الشوفيني الزمن، وهو يحاول ان يعيد شحن العاطفة الكردية، والحنين للحلم القومي باقامة الدولة الكردية المتوهمة. لكن وبحسب مراقبين، انتهى ذلك الزمن والى غير رجعة، فالواقع الاقتصادي المتردي للمواطن الكردي، والمتغيرات السريعة التي يشهدها الاقليم برمته، فضلاً عن ملل الكرد من اسرة البزراني التي اصبحت تتحكم بالأقليم كأرث الملا مصطفى لا غير، كل هذه العوامل وغيرها، اصبح معها حديث مسرور الصغير لا يجدي نفعاً ولا يجد من يشتريه في ظل كساد يفرض ظلاله الداكنة على حياة الناس في شمال العراق.
أخر ما قام به مسرور هو رعايته لمؤتمر انفصال شمال العراق، وبلغة متعالية وتهديدية واضحة، فأن مسرور يحذر الشعب الكردي من مغبة الشكوى من الجوع والفقر المدقع اذا لم يتماشوا معه في خطابه الانفصالي، فقد قال مسرور أمس الجمعة عقب اختتام فعاليات مؤتمر التقسيم."
أن الكرد "اضطروا" للمطالبة بالاستقلال بهدف حماية أنفسهم ولعدم تكرار "المأساة" التي تعرضوا لها، مشددا على عدم أحقيتهم بـ"الشكوى" من أحد إذا لم يتخذوا خطواتهم باتجاه الاستقلال.
وأدعى البارزاني في الكلمة الختامية لمؤتمر استقلال كردستان الذي نظمته الجامعة الأميركية في دهوك، إن "تأسيس الدولة الكردستانية سيكون عامل استقرار في الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن "مطالبتنا بإقامة الدولة هي ليست لخلق المشاكل وإنما لمعالجتها". وأضاف البارزاني "اضطررنا للمطالبة بالاستقلال بهدف حماية أنفسنا ولعدم تكرار المأساة التي تعرضنا لها في الماضي"، وادعى ايضاً ، أنه "لم يتم التعامل معنا بالمساواة واحترام حقوقنا وحماية حياتنا".
وتابع البارزاني "يجب أن تكون لنا دولة ليقدم العالم الدعم لنا"، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي يدعم الدول ولا يدعم الشعوب".
وأشار الى أن "الكرد لا يحق لهم الشكوى من أحد إذا لم يتخذوا خطواتهم باتجاه الاستقلال".
لكن على الارض ما يثبت عكس ذلك تماماً على الأقل في ما يتعلق بالتفاهم الداخلي بين القوى الكردية، فقد افضى حكم العائلة البرزانية الى انقسام هائل في بنية المجتمع الكردي، واصبحت القوى الكردية تناضل على المستوى الداخلي للحفاظ على وجودها من التمدد القبلي والعائلي لأسرة برزاني التي تواصل التهام ثروات شمال العراق، بحجة تمثيل الشعب الكردي، فيما يتضور الاف جوعاً، فهل يتحدث برزاني عن دولة جديدة متصالحة من الجيران، فيما يواصل هو واباه وابناء عمومتهِ قمع كل صوت معارض لسياساتهم العدوانية، ولعل ما حدث للنائبة الشجاعة سروة عبد الواحد خير مثال على ما نقول!