متابعة - العراق اليوم: في أحدى صباحات خريف العام 2014 أفاق الشعب الروسي من نشوته بالصعود، على دعوة النائبة يلينا ميزولينا المطالبة بإستثمار “السائل المنوي” للرئيس “فلاديمير بوتين” والغاية: إنتاج جيل من القادة الوطنيين في المجالين السياسي والعسكري بعد زرق النساء بها. دعوة ميزولينا كانت لها مبرراتها التاريخية، فبعد سنوات قليلة من أفول نجم السوفيت، إستطاع الرئيس بوتين إستعادة التأثير الكوني لبلاده. ماتت فكرة رئيسة لجنة الطفولة في مجلس الدوما الروسي بعد ولادتها بساعات، ولكنّها كانت محطّ تحليلات وتهكمات كثيرة، على رغم عدم إصرار السيدة الروسية المؤمنة برئيسها كضرورة لإعادة مجد بلدها. والمجد عنصر أساسي في بناء البلدان وتطورها. إصرار تحالف البناء على إختيار فالح الفيّاض وزيراً للداخلية، يختلف عن موقف النائبة الروسية الصامتة بعد الإدلاء برأيها. لكنّ القضية، إستراتيجياً، واحدة. فتلك مؤمنة بمزايا رجل إستطاع كسر الأحادية القطبية، وهؤلاء آمنوا (ربما قسراً) برجل كسر قوّة القائمة التي رشّح ضمنها وأعطته إمكاناتها. بوتن آمن ببلاده، والفيّاض خان أصواتاً أختارت المشروع الذي تعتقده يستحق الإختيار! لا تتشكّل الحكومات في الأنظمة البرلمانية وفق رغبات الشعوب المباشرة، غير أن الكتل السياسية تمثّل مشاريع يؤمن بها من يصوّت لصالحها. من هذا المبدأ، يجب أن تتوقف المواقف السياسية عند لحظة الصمت الإنتخابي، وما بعدها فأنّ أي موقف يدخل ضمن تأصيل جديد، بضاعة جديدة، سوق غير سياسي: بازار الرجال..! أول المتنازلون عن ذواتهم هو السيد فالح الفيّاض، قايضها بترشيحٍ صوري وغير معلن لرئاسة الحكومة. الذين اشتروه يدركون قيمته جيداً؛ فهم أول من حاول كسره وعارضه بإعتباره قيادي في قائمة النصر، ولكونه مسؤولاً في كابينة رئيس تلك الحكومة. وفي خضمّ الحديث عن حكومة سبقت وقائمة تشظّت؛ لابدّ من فتح صندوق المواقف المصلوب دوماً على خشبة التوجيه الخارجي: كتلة النصر، كانت مؤتمنة قبل أن تتثاءب شمس نهار تموزي، فتحوّلت إلى خائنة قبل إستفاقت شمس يوم جديد! في كتابه “تاريخ الكذب” يعتبر الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا إن “الكاذب هو الذي يقول بأنّه يقول الحقيقة الموعودة (…) وبقدر ما تلجأ الأجهزة السياسية للكذب، بقدر ما تجعل من محبة الحقيقة الموعودة شعاراً لبلاغتها”. ولعل هذا ما تنصحنا به دوماً بعض (الدكاكين) السياسية، فبين خطاب متجهم يدّعي إدراك الحقيقة الكاملة، ووعد مؤكد بقول تلك الحقيقة بعد حين، وإصرار على أنّهم يخولون الرئيس الشاكر لموقفهم هذا؛ يتمسكون برجل طالما أخفق وفشل وأفسد، رجل سلّم مفاتيح أمننا الوطني إلى عشيرته عملاً بمبدأ “الأقربون أولى بالتعيين”! مجربٌ أسرف في دم ومال، يستقتلون في سبيل إعادة تجريبه؛ علّه ينجح بعد فشل مزمن. لا عزاء لنا عندما يقدّم نموذج فالح الفياض، كرجل الأمن الأول، فلا فحولة تجاريه، ولا خصية قادرة على انجاب الرجال مثل خصيتيه!
*
اضافة التعليق