متابعة- العراق اليوم:
احمد عبد السادة
تراودني، منذ مدة، فكرة الكتابة عن المنشد الحسيني "المتفرد والمتميز" باسم الكربلائي، ولا شك أن الذي حفزني، اليوم، للكتابة عنه هو الهجوم "الظالم" الذي يتعرض له الكربلائي حالياً على خلفية طرحه وترويجه لماركة عطر تحمل اسمه، فضلاً عن تزامن هذا الهجوم عليه مع ذكرى ميلاده التي توافق اليوم!! (ولد في كربلاء بتاريخ 11-11-1966). لا نستطيع أن نتذكر باسم الكربلائي دون تذكر روائعه الحسينية التي أصبحت جزءاً أساسياً من المشهد العاشورائي الحسيني في كل عام، والتي أصبحت ركنا من أركان الوجدان الشيعي المسكون بالحزن والألم والعاطفة الإنسانية الغزيرة!! لقد استطاع الكربلائي - بصوته الشجي وإحساسه العالي وأدائه الفذ ودقة اختياره للقصائد - أن يعيد إنتاج العاطفة الحسينية الشيعية بشكل إيجابي وجذري وفائق وغير مسبوق، وأن يؤثث تلك العاطفة و"يرققها" ويصقلها بالكلمة العميقة والإيقاع المؤثر والنبرة العالية الإحساس، وقد ساعده في ذلك شعراء حسينيون متميزون، الأمر الذي جعل "فنه" مؤثراً حتى في نفوس الأشخاص غير المتدينين. كما استطاع الكربلائي أن يستنهض ويؤجج كل مكنونات العاطفة الإنسانية - وليس الشيعية فقط -، ونجح بجدارة في ربط المأساة الحسينية بأبعاد إنسانية خالدة وبأحزان أبدية عامة، وتمكن من إيقاظ كل "العاشوراءات" والأحزان الشخصية للإنسان عند قيامه بإضاءة التفاصيل المفجعة والمأساوية لـ"عاشوراء الحسين وآل بيته"، ولهذا فإن هناك "روائع" لباسم مثل "دنيا" و"خطار إجاني" و"يقارورة" و"لا ترد مات الورد" لا أستطيع أن أسمعها دون أن أبكي أو دون أن أصل إلى حافات البكاء. إن باسم الكربلائي أعطى للقضية الحسينية ولأحزان الشيعة عطراً إنسانياً خالداً ولا يقدر بثمن، وهذا الأمر يجب أن يدفعنا إلى عدم التعامل بقسوة مع "باسم" لمجرد أنه أصدر عطراً تجارياً بإسمه، ذلك العطر الذي تحدث عنه البعض بموضوعية وانتقده بمحبة وحرص وبدون إساءة، في حين استغله البعض "المغرض والحاقد" الآخر واتخذه ذريعة للإساءة إلى "باسم"، بل للإساءة إلى الشيعة عموماً!!.
*
اضافة التعليق