بغداد- العراق اليوم:
ما أن اعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن مرشحيه، وفي اللحظات الأولى عن هذا الكشف حتى انبرت جهات غير معروفة للصق التهم والافتراءات الظالمة بحق بعض هولاء الوزراء، في محاولة واضحة جدًا لكسر الروح المعنوية والاندفاع والهمة والعزم الذي يحملونه، ومحاولةِ لإضعافهم قبل أن يباشروا مهام مسؤولياتهم الجسام. لقد كانت ولا تزال الحملة القوية، تقاد من جهات تظن نفسها خفية، أو غير معروفة، لكننا على الأقل كوسائل اعلام محترفة، نشخصها بسهولة، أنها ببساطة "الدولة الخفية " أو العميقة الرابضة في العمق، والتي تريد أن تروض أي عاصفة، وتمتص زخم أي قوة قادمة لتقويض اسسها الممتدة كنبات مضر في العمق، تمتص الماء وتلفظ الملح في الأرض. نعم، فهذه الأساليب مشخصة ومعروفة جداً، وهدفها أوضح من الواضحات، والا كيف حُكم على هولاء بأنهم فاسدون، بعثيون، مطلوبون، ثم كيف عرفوا بأنهم سيفسدون، وسيسرقون، وسيفشلون...الخ من الاتهامات والتنبؤات الظالمة، غير تلك النية المبيتة في الظن واليقين؟ نعم، لقد وصل الحد الى استخدام اساليب غير شريفة وغير اخلاقية مع المرشحين، كما حصل مع السيدة مرشحة وزارة العدل اسماء سالم، مع تحفظنا على خبرتها، أو جدارتها المهنية والإدارية، فهذا أمر يقدره اصحاب الخبرة والتخصص، لكننا نتحدث عن تلك الفيديوهات المفبركة التي نشرت، ونسبت لها في مشهد كارثي حقيقي ينم عن تحكم هذه الدولة "الخفية" وقوة أساليبها القذرة في تقويض أسس الدولة العراقية. ومن جملة من تعرض لهذه الحملة، وزير الاتصالات العراقي المهندس نعيم ثجيل الربيعي، الذي بدأت قوى ظلامية معلومة، وقوى مجهولة بالفبركة ضده، في محاولة لإسقاطه، أو على الاقل ارباكه، ولي ذراعه قبل أن يباشر مهام عمله، حيث فبركت هذه القوى كتباً محرفة، وأدعت ان الرجل مشمول باجراءات المساءلة والعدالة، ومن ثم صارت ترفع هذه الوثيقة المزيفة كقميص عثمان، ليلتقطها أصحاب المآرب، أو الجهلة المظللون، الذين للأسف ينعقون خلف كل ناعق! والسؤال: كيف يمكن أن يكون هذا صحيحاً، والرجل كان ومايزال يتولى مسؤوليات كبيرة في الدولة العراقية منذ سقوط النظام الصدامي ويعمل في مفاصل حساسة جدًا فيها، حيث يسبق الوصول اليها مجسات وفلاتر دقيقة جدًا، فكيف يمكن أن تنطلي علينا الكذبةونصدق هذه الادعاءات ونثق بصحة ما يقولون رغم مرور كل هذه السنين على تواجد الرجل في مواقع ومراكز ادارية وامنية مهمة، توالت فيها الحكومات، وتعددت القيادات واختلفت الأمزجة؟! ثم أن الأخطر في الملف أن الرجل كان من ضمن كوادر جهاز المخابرات الوطني العراقي، وهو جهاز تقني معلوماتي مهم في جسد الدولة العراقية، كاشف لكل اجهزة الدولة، وللحق فقد ادى الربيعي واجبه في هذا الجهاز الفعال بكل امانة واخلاص، والا لما ابقاه رئيس الجهاز مصطفى الكاظمي يوماً فيه، لو لم يكن بمستوى المسؤولية، وبقدر الأمانة..وكلنا نعرف من هو السيد الكاظمي، ونعرف تاريخه الجهادي والنضالي المعادي للبعث وللنظام الدكتاتوري.. فهل يصدق أن يكون في جهازه مدير بعثي؟. ويبدو ان الدولة " الخفية" القوية بدون شك لا تتمتع بقوة ذكاء، فهي لا تملك غير اللعب على فن الاشاعات الصفراء التي من خلالها يجري الضغط على من تشاء، وتخضع لها من تشاء، لكنها اخطأت هذه المرة، ولن يؤكل السيد الربيعي بهذه السهولة، ولن يخضع لهذا الابتزاز ، فهو عازم كما وعد على تفكيك بؤر الفساد والمحسوبية، والانطلاق في فضاء العمل الجاد والرصين للنهوض بقطاع الاتصالات، لاسيما وأنه سيطلق الرخصة الرابعة للهاتف النقال التي كانت ولا تزال بصراحة معضلة كبرى، وعقبة تقف ورائها جهات معروفة، كما أن الرجل يحمل تخصصاً دقيقًا في مجال الاتصالات، سيأتي بنتائج عظيمة، فضلاً عن خبرة ميدانية مهمة، حيث ستكشف الايام المقبلة عن تطور نوعي في اداء قطاع الاتصالات في العراق، الذي سيكون النفط الأخر الذي يرفع ايرادات الدولة العراقية وينمي مجتمع الاعمال الرائدة فيها . ختاماً نود القول ان الاعلام العراقي الوطني لن يقف ساكتاً هذه المرة امام هجمات الدولة الخفية الظالمة.
*
اضافة التعليق