بغداد- العراق اليوم: تعرض التسريب الذي تحدث عن ترشيح السياسي "الطاعن في السن" عادل عبد المهدي الى موجة انتقادات واسعة من قبل السياسيين والمراقبين والنشطاء، بل وحتى من المواطنين العاديين، معتبرين مثل هذا الترشيح "انقلاباً" على مشاريع الاصلاح السياسي، ومنهج " الشلع قلع"، ومناهج أخرى، كانت القوى السياسية قد وعدت ناخبيها بها، فأعطوها اصواتهم، وقد رأت في هذا الترشيح التفافاً واضحاً من قبل الكتل التي دفعت بالرجل الى الواجهة على مطالب الشعب باجراء تغيير جذري في سلم الهرم السياسي في البلاد، واعادة التوازن للعملية السياسية التي فقدت الكثير من رونقها وقدرتها على التفاعل مع الشعب بعد أن اصبح التكلس في المناصب سمة مشتركة بين قوى اقصى اليمين واقصى اليسار، فيما رأى مراقبون أن "الدفع بالسيد عبد المهدي في هذا الوقت يثير أكثر من علامة استفهام فارقة، كون الرجل لا يمكنه أن يقود العراق في مرحلة خطيرة كالتي يمر فيها الآن، وقد أعترف الرجل بعظمة لسانه أنه غير مستعد لتولي المنصب الأول في الدولة العراقية قبل ثلاثة أشهر فقط، فما حدا مما بدا ان يعاد طرحه من جديد، وهو الذي اعترف بعجزه، والاعتراف سيد الأدلة". واشار المراقبون الى أن " التسوية الامريكية – الايرانية المرتقبة، على الرغم من الترحيب العراقي بها كونها قد تؤدي الى استقرار سياسي في المنطقة برمتها، لكنها لايمكن أن تكون على حساب السيادة والقرار الوطني العراقي، لا سيما في موضوع حساس ودقيق كموضوع ترشيح رئيس الحكومة الذي يعتبر الرئيس التنفيذي الاول للدولة العراقية ". فيما تساءل ناشطون عن قدرات وامكانيات الرجل الذي بلغ من العمرِ عتياً، وهو لا يستطيع - لكبر سنه - أن يدير مؤسسة صغيرة، فكيف به وهو يتسنم اعلى هرم حكومي، عليه من المسؤوليات الجسام ما يعجز عن حملها اقوى الرجال". ورأى الناشطون أن " ترشيح عبد المهدي بهذه الطريقة يثير علامات استفهام لاسيما على كتلتي سائرون والفتح اللتين تركزان في برنامجهما السياسي على الاصلاح الشامل، والدفع بوجوه جديدة الى الواجهة السياسية، فكيف يمكن أن يمرر مثل هذا الرجل الذي له سجل حافل بالتحولات، (والجقلمبات) السياسية العميقة والجذرية". ولفت مصدر مقرب من مرجعية النجف الاشرف، اليوم الأثنين، الى أن "المرجعية العليا في النجف اكبر من ان تزج بنفسها أو تورط سمعتها في الدفع باسماء شخصيات معينة، لاسيما من المجربين سابقاً الذين اثبتوا فشلهم في تحقيق غايات وآمال الشعب العراقي". واشار المصدر الى أن " المرجعية حددت في بيانها مواصفات رئيس الوزراء القادم، وتركت امر تسميته للكتلة الاكبر، لكنها اشترطت أن يكون من الوجوه التي لم تجرب في العمل التنفيذي سابقاً". وتساءل المصدر الذي يعد من أشد المقربين من اروقة المرجعية، عن مصدر المعلومات المغلوطة التي تقول أن " عادل عبد المهدي مرشح المرجعية"، مؤكداً أنها " مجرد اخبار عارية عن الصحة، وأن الرجل أخذ فرصته بما فيه الكفاية ولم يثبت أي تقدم لاسيما في تجربته الأخيرة في وزارة النفط التي غادرها بطريقة مريبة". يشار الى أن عبد المهدي سبق وان تولى مناصب متعددة من بينها وزير المالية، ونائب رئيس الجمهورية، ووزير النفط، وغيرها من المناصب التنفيذية. فيما كشف القيادي في تحالف سائرون حقيقة عادل عبد المهدي، كمرشح تسوية لرئاسة الوزراء بدعم مراجع النجف. وقال في تصريح صحفي تابعه (العراق اليوم) ان "الانباء التي تحدثت عن تقديم اسم (عادل عبد المهدي) كمرشح تسوية لرئاسة الوزراء بدعم مراجع النجف، غير صحيحة وهي مجرد شائعات ليس لها اي صحة على أرض الواقع". واشار الى ان "عبد المهدي، من الذين تسلموا المناصب سابقا، وفشلوا في ادارة مؤسسات الدولة، ولهذا نلاحظ ان اسمه يطرح في كل انتخابات، كشائعة ليس الا، فلا يوجد اي توجه فعلي لطرحه كمرشح تسوية اطلاقا". الى ذلك المح مصدر سياسي الى أن "ضغوطاً سياسية قوية تمارس من الجانين الايراني والامريكي مدعومةً بنفوذ مالي قطري لغرض تمرير عبد المهدي كمرشح توافقي، الا أن هذه الجهود لا تزال تواجه اخفاقاً شديداً ". الى ذلك قال الكاتب السياسي المعروف احمد عبد السادة، ان عادل عبد المهدي لايصلح ان يكون في المقدمة وهو الذي اعتاد أن يكون رجل ظل فحسب. وقال في مقالة نشرها في الفيسبوك تابعها ( العراق اليوم) " بعد سقوط نظام صدام الديكتاتوري كانت الصورة الثابتة للسيد عادل عبد المهدي هي صورة الرجل الواقف خلف مؤسس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد محمد باقر الحكيم. واضاف "وبعد استشهاد الحكيم استمر عبد المهدي بالوقوف خلف السيد عبد العزيز الحكيم. وتابع " وبعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم بقي عبد المهدي واقفا في مكانه ولكن هذه المرة خلف السيد عمار الحكيم!!. واشار " أنا متأكد جداً بأنه لو استلم ابن السيد عمار مقاليد قيادة المجلس الأعلى آنذاك لرأينا عادل عبد المهدي يقف بسعادة خلف إبن السيد عمار!! وتابع ايضاً " أقول هذا الكلام بمناسبة كثرة الكلام المتداول عن ترشيح عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء، ولست هنا بصدد الإساءة للرجل أبداً، وإنما أنا بصدد الإشارة إلى أن الشخص الذي يعتاد ويدمن على الوقوف في الصفوف الخلفية فإنه من الصعب جداً عليه أن يقف في الصفوف الأمامية!!، وحتى لو تم سحبه للوقوف في الصفوف الأمامية فإنه سيبقى يعمل بذهنية ونفسية الواقف في الصفوف الخلفية كما فعل العبادي بالضبط!!. ولفت " ولهذا لا يمكن أبداً أن يكون عادل عبد المهدي صالحاً لمنصب رئاسة الوزراء. واكد " نحن نحتاج إلى رئيس وزراء "قوي وشجاع وحازم" يواجه الإقطاعيات السياسية ومافيات الفساد ومؤامرات السعودية ولسنا بحاجة إلى "عبادي" آخر، ولكن بنسخة موالية للبرزاني هذه المرة!! وختم عبد السادة بقوله " نحن نحتاج إلى رئيس وزراء "قائد"، ولسنا بحاجة إلى رئيس وزراء يقف خلف ظلال "القادة"!.
*
اضافة التعليق