بغداد- العراق اليوم: سليم الحسني غطى خبر ترشيح عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء، وسائل الإعلام وعلى نطاق واسع، وقد اكتسب الخبر أهميته بعد الترويج المكثف لكلام مكذوب على السيد السيستاني، بانه رشح عبد المهدي لمنصب رئاسة الوزراء. جاء هذا الترويج سريعاً متلاحقاً، وكأنه على موعد متفق عليه بين المروجين، فقد تحدثت مصادر التيار الصدري أن السيد مقتدى الصدر رشحه لهذا المنصب وأيدته المرجعية، ثم ظهر اشخاص من كتلة سائرون وغيرها على ترديد نفس الكلام بأن المرجع الأعلى يرشح عبد المهدي ويدعم توليه للمنصب. ليس من منهج المرجع الأعلى للشيعة أن يرشح شخصاً بالاسم للمنصب التنفيذي الأول في الدولة، ولا حتى في الوزارات، فهذه من ثوابت المرجعية العليا التي حرصت كل الحرص على تأكيدها وتمسكت بها في هذا الظرف البالغ الحساسية، ومن الصعب أن تتخلى عن هذا المنهج، لأنه ينطلق من رؤية عميقة تتصل بمكانة المرجعية ودورها وموقعها. فلا يمكن أن تدخل المرجعية في درب التعيينات والترشيحات للمناصب السياسية، لأن معنى ذلك أنها ستجعل نفسها مسؤولة مباشرة عن شؤون البلاد التنفيذية وستدفع ضريبة الفشل والاخفاق الذي يقع فيه المسؤول الأول في الحكومة. كما أن تدخل المرجعية المباشر في الترشيح، يعني أنها تخلت عن دورها ومنزلتها الأبوية الراعية والقائدة والحامية للشعب، وتحولت الى كتلة سياسية تخوض ما تخوضه الكتل الأخرى. ولو حدث ذلك فأنه سينهي المرجعية الدينية للشيعة، ويحولها الى كيان متنافس مع غيره، وبذلك تنتهي مسيرة قرون طويلة من القيادة الشيعية التي حرص مراجع الدين على حفظها والحرص عليها وايصال الأمانة لمن بعدهم من مراجع الدين. لقد نشطت الماكنة الإعلامية خلال اليومين الأخيرين في تلفيق الأخبار، وترويج شائعة ترشيح المرجعية، عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء. كانت شائعة تم تصميمها وترويجها بعناية فائقة، وفي توقيت دقيق مدروس، وذلك عشية انعقاد جلسة البرلمان يوم السبت (١٦ أيلول ٢٠١٨)، وراحت الشائعة تدور على الفضائيات ووسائل الإعلام، مدعومة بتصريحات النواب والقياديين في بعض الكتل، وأبرزهم في كتلة سائرون التابعة للسيد مقتدى الصدر. رأي السيد السيستاني لا يقبل التأويل والتفسير، إنه كلام واضح مباشر، فالمرجعية لا تؤيد الأشخاص الذين كانوا في السلطة لتولي رئاسة الوزراء. وعلى هذا فمن يزعم ويدّعي غير هذا الكلام فهو يريد بالمرجعية كيداً مغرضاً، ويريد أيضاً كسر هيبتها، واظهارها بمظهر المتردد والمتراجع والخاضع للضغوط. عادل عبد المهدي مرفوض من المرجعية لتولي منصب رئاسة الوزراء، هذا هو الكلام الصريح بكل حرف من حروفه. وحين يسعى بعض قادة الكتل والنواب ان يصادروا رأي السيد السيستاني ويتجاوزوا إرادة المرجعية، فان للسيد أمة من المخلصين تحمي كلمته وتنفذ رأيه وتفتديه بالأرواح.
*
اضافة التعليق