مظاهرات البصرة..قرار شعب

بغداد- العراق اليوم:

الفريق الركن احمد الساعدي

 هنالك من لم يدرك معاناة اهل البصرة والحيف الذي وقع عليهم جراء السياسات السابقة واللاحقة.

فمدينة البصرة كانت عبر العقود الماضية مسرح عمليات عسكرية، سواء في الحرب العراقية الايرانية او حرب الخليج بكل مراحلها، بما

 افرزته من تدمير في البنى التحتية خلال مرحلة النظام السابق، وكان البصريون يتأملون ويتوسمون خيراً بعد عام ٢٠٠٣ لكن الذي حصل هو العكس، عبر استمرار الاهمال وعدم انصاف اهلها، إذ لم تمنح استحقاقها الطبيعي بالقياس لحجم التضحيات التي قدمتها خلال عقود مضت. يضاف لذلك ان البصرة رئة العراق الاقتصادية والأم الحنون التي ترعى بخيراتها كل ابناء الشعب العراقي، .

 ومن الجدير بالذكر ان اهم اسباب انتفاضة الشعب البصري الحالية هي :

١- شعور الشعب البصري بالحيف والاجحاف والغبن لحقوقه كشعب يبحث عن ابسط متطلبات الحياة، وتوفير فرص العمل، والخدمات الصحية والتعليمية مع توفير الماء الصالح  والكهرباء.

٢- اهمال حكومي واضح جداً في اعادة البنى التحتية وانشاء مشاريع استراتيجية بالبصرة.

٣- وجود فجوة كبيرة بين الاحزاب الحاكمة والمتسلطة واهل البصرة، بسبب الفساد الذي استشرى بين مؤسسات الحكومة، وعدم وجود قناعات بالمنهج الذي تتبناه تلك الاحزاب.

٤- وجود شعور لدى اهل الجنوب بشكل عام بالتهميش والاقصاء المناطقي بين ابناء المكون الواحد بسبب السياسات التي تنتهجها احزاب السلطة مما خلق مطلب الانفصال بثلاث محافظات هي : البصرة والناصرية والعمارة، واذا لم يطرح هذا المطلب اليوم فان يوم غد سيكون امراً شعبياً.

٥- نعتقد بوجود تاثيرات تفرضها المظاهرات الشعبية منها اقتصادية وامنية على المناطق الجنوبية اذا استمرت انتفاضة البصرة بهذا الشكل من التصعيد.. ومن يعتقد بتفكيك الازمة عبر استخدام العنف فإنه واهم،لأن العنف كما معروف يولد العنف، وما قتل المتظاهرين الا   ليوسع دائرة المظاهرات، وقد تصل  الى بغداد.

لذا فإننا نتوقع ان تكون هنالك ثورة عارمة بعموم العراق اذا استخدمت الحكومة اجراءات تعسفية تقمع الشعب، وهكذا لون من الحلول يذهب بنا الى نفق مظلم ولن نخرج منه ابداً.

٦- من المحتمل وجود جهات اجنبية، وكذلك الدواعش باستثمار التظاهرات للقيام باعمال ارهابية، منها القيام باغتيالات او اعمال تصفية حسابات حزبية بهدف توسيع فجوة الخلاف بين ابناء المكون الواحد والحكومة.

٧- نعتقد ان جميع الوساطات التي تقوم بها الاحزاب والمرجعيات غير مرحب بها جماهرياً،  لذا يجب على الحكومة ان تاخذ دورها وعدم فسح المجال امام المستثمرين بالازمات الذين يرقصون على جراح الشعب العراقي باستثمار مايجري لصالحهم.

٨- يجب ان تبحث الحكومة عن حلول سريعة لمعالجة ازمة البصرة بشكل جذري وباسلوب هادئ بعيد عن العنف.

 وهنا نقترح بعض الحلول الممكنة:

1- يجب احترام ارادة الشعب البصري وتلبية المطالب وفق خطط،  منها سريعة بأجل قصير ليس اقل من ستة اشهر.

2-  تشكيل خلية ازمة وزارية تشرف على تنفيذ مطالب اهل البصرة وان تحقق هذه الخلية  تغيرات واقعية وملموسة لصالح اهل البصرة.

 3- توفير الماء الصالح للشرب بشكل فوري والتعاقد مع شركات عالمية متخصصة بنصب محطات تحلية المياه واعادة تاهيل المستشفيات والمراكز الصحية والاسراع ببناء المدارس الحكومية.

4-  انهاء حالة الاقصاء والتهميش واشراك اهل الجنوب بشكل عادل في مؤسسات الدولة ومنها الامنية.

 5- تحجيم سطوة وهيمنة العصابات التي ترتبط بالاحزاب السياسية على المصالح الاقتصادية بالبصرة وان تأخذ الحكومة المركزية دورها بقوة.

رحم الله شهداء العراق وشفى الجرحى ولعنة الله  على الفاسدين وخونة الوطن.

علق هنا