بغداد- العراق اليوم:
كثيرةً هي الأيادي التي لا هم لها سوى وضع العصي في الدولايب التي لا تدور بعناء وصعوبة، بل بمعجزة في بعض الاحيان، حين يحاول الخيرون – على قلتهم، وقلة الناصر والمعين- أن يدفعوا بالدولايب نحو الدوران الخلاق، الدوران الذي يعني إزاحة في الزمن وشاخصاً على الأرض. لكن تلك الهمم تصطدم للأسف الشديد بكل تلك الايادي المعرقلة، والتي لا تريد أن يشخص شاخص، أو ينعم عراقي بخيرات بلده الوفيرة. قصتنا الأخبارية من البصرة هذه المرة، حيث مدينة الثروات والناس الطيبين، وهي رئة العراق، وقلبه النابض، وكيسه الذي لا ينفد ابدًا، مدينة الذهب الأسود، والرجال السمر، والمعادن الثمينة، مدينة الفراهيدي والسياب ومحمد خضير والبريكان وكاظم الحجاج، مدينة الصحابة والتابعين والاجلاء، حاضرة العراق الابقى، وشعاره الأنقى مهما صدأت الشعارات، واهترأت لغة الشعراء والكتاب. البصرة المحتجة الآن على نقص في كل شيء، الا في طبية اهلها، وقوة بأسها وروحهم العراقية الصرفة التي لا تغيرها الخطوب. قصة اليوم تكشف عن نجاح عراقي تحاول ايادي عابثة ان تأده مهما كلفها ذلك من ثمن، والأسباب غريبة وعجيبة !! لكنها في المحطة الأخيرة تصب في نهر أذى البصرة وأهلها دون أسباب واضحة . قصة مشروع (المفتية الاستثماري)، الذي يعد واحداً من اكبر المشاريع الاستثمارية في العراق، أن لم نقل على مستوى دول المنطقة، حيث وفرت وزارة النفط العراقية وبجهود واضحة من الوزير الحالي جبار لعيبي (البصري حد النخاع)، هذه الفرصة لتشكل نقلة نوعية في حياة البصرة التي حرمت لعقود طوال من الاعمار والبناء، وبددت أموالها التي كانت في غالبها من ريع النفط، ليأتي هذا الوزير مدفوعاً بحبه للمدينة المعطاءة، ويكافح لأكثر من عام من إجل احالة هذا المشروع الوطني كفرصة استثمارية بمبلغ يقدر بـ 250 مليار عراقي، يوفر مئات الاف الوحدات السكنية والسياحية والترفيهية والفندقية، كما أنه سيوفر اكثر من 40 الف فرصة عمل تبدأ من أعلى وأدق الاختصاصات وصولاً الى عمال البناء غير الماهرين، اي أن المشروع سيدر على البصريين وعلى الاقتصاد الوطني مالاً وفيراً وسيؤمن عملاً لأيادي عراقي تبحث ببأس شديد عن فرصة لتوفير لقمة العيش الرغيد. مشروع المفتية الاستثماري كما يقول مختصون تحدثوا لـ ( العراق اليوم) عنه، فرصة استثنائية في البلاد، وهو مشروع عابر للتوقعات المنخفضة وسقف الطموح الذي للأسف نجحت الارادات الشريرة أن تنزل به لشعبنا البصري، حيث أن المشروع ستراتيجي وطني بكل ما تعنيه الكلمة من أبعاد، وهنا يشير المختصون الى أن " الترفيه قد يجده البعض بطراً مثلاً، لكن هل يعلم المواطن العراقي أن هذا الترفيه يكلف العراقيين سنوياً اكثر من 6 مليار دولار تنفق بحسب احصائيات رسمية، حيث تضطر العوائل الى السفر خارج العراق وتحمل مشقة السفر وعنائه وكذلك التكاليف الباهظة من اجل قضاء أوقات مختلفة، فكيف اذا ما نجح مشروع المفتية وتحولت البصرة الطاردة الآن بفعل البيروقراطية السيئة الى قبلة سياحية يؤمها العراقيون والعرب والاجانب حتى، وهي التي تمتلك كل مقومات التحول الى قبلة سياحية؟ ويضيف الخبراء، ما يجري في الواقع أن البصرة تتعرض الى مؤامرة حقيقية، أطرافها متعددة، وهدفها مشترك، وهو اجهاض أي بارقة أمل في البصرة، ومحاولة تكسير مجذاف أي بحار مغامر يحاول أن يختط نهجاً أخر في البصرة، كما فعل أبنها الوزير جبار لعيبي. ويبين المختصون، أن " من يقف وراء محاولات وأد مشروع المفتية جهات متعددة، أولها التنافس السياسي السيء بين القوى السياسية العراقية للأسف، التي تعتمد برامج أذى الناس وافقارهم طريقاً لتسقيط الخصم السياسي والحد من نفوذه ونشاطه، ولذا لا يريد هولاء أن يروا مثل هذه المشاريع تنجح في البصرة أو غيرها في ظل حكومة يسعى الجميع الى اضعافها. ويتابع المختصون" أضف لذلك هناك رغبة بالحد من نجاحات الوزير جبار اللعيبي من قبل الذين يسعون لإزاحته، واسقاط منجزاته التي باتت ملموسة سواء في مجال ادارته لوزارة النفط، أو بما قدمه من خدمات كبيرة للبصرة وللعراق، مضافاً لذلك أن هناك تدخلات دول جوار تظن أن أي نجاح في تحويل البصرة الى قبلة استثمارية سياحية سيكون بداية النهاية لمشاريعها المشابهة التي تدر عليها دخلاً يوازي مردود النفط، لذا فهي تعمد على تخريب كل الفرص، وتدفع بعض ضعاف النفوس الى تدمير كل مشاريع التنمية في البصرة والعراق عموماً". وأوضحوا أن " مشروع المفتية خصوصاً يتعرض لهجمة شرسة ومحاولات مستميتة من أجل ايقافه واجهاضه، حتى من قبل بعض المؤسسات الحكومية الرقابية التي تنطلق من فهم خاطيء لحيثيات المشروع، على الرغم من كونه ينفذ من قطاع خاص وشركات دولية رصينة معروفة، والاسباب كما تطرقنا سابقاً مضافاً اليها ايضاً استشراء الفساد سواء في البصرة او لدى بعض المسؤولين في وزارة النفط ذاتها الذين يعمدون الى وضع العراقيل امام هذا المشروع الطموح". وطالب المختصون " رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والمرجعية الدينية وكل القوى والفعاليات البصرية المخلصة بالعمل على حماية المشاريع الاستثمارية ذات البعد التنموي الحقيقي، ولا سيما مشروع المفتية الاستثماري، والا فأن البصرة ستبقى أسيرة هذه الرغبات المعادية، وستبقي هذه الجهات نفسها في طليعة القوى التي تطعن أهالي البصرة وتحاربهم في آرزاقهم وقوت عوائلهم". وكانت وزارة النفط، قد وضعت في السابع من ايار الماضي ، حجر الاساس لمنتجع المفتية السياحي في محافظة البصرة، بعدما تم إحالته كمشروع استثماري الى شركة دايكو العالمية القابضة بقيمة 234 مليون. وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد على هامش احتفالية وضع حجر الاساس والتي اقيمت في فندق البصرة الدولي (الشيراتون سابقا) في حينها ، بحضور الحكومة المحلية ومسؤولين آخرين، إن أرض المشروع البالغة مساحتها 500 دونم وسط البصرة والتابعة الى شركة توزيع المنتجات النفطية، كانت لموقع نفطي قديم غير مستخدم ، ووزارة النفط بذلت جهداً لتهيئة ارض المشروع ورفع السكراب والحديد منها ، مبينا ان المشروع الذي احيل لتنفيذه بصيغة الاستثمار من شأنه التخفيف من ضغوطات الحياة في المحافظة التي لم تشهد سابقا اقامة مشاريع سياحية وترفيهية مماثلة. ورأى بان المشروع سيكون نقطة انطلاقة مهمة لتغيير وجه البصرة ومنحها المزيد من الجمالية، خاصة وان المشروع هو سكني وتجاري وترفيهي، ويوفر فرص عمل هائلة. يذكر ان وزارة النفط وقعت في 26 نيسان 2018 العقد النهائي مع شركة (دايكو) الاماراتية لتنفيذ مشروع منتجع المفتية السياحي في محافظة البصرة.
*
اضافة التعليق