بغداد- العراق اليوم:
بعد استكمال التحشد للقوات الامريكية ومن تحالف معها بالبحر المتوسط، وبعد رفع درجة الانذار، والاستعداد في قواعدها العسكرية المتواجدة ضمن منطقة الخليج العربي واوربا، بالرغم من أن التلويح باستخدام القوة العسكرية وتحريك الاساطيل جزء من الحرب النفسية، مع كل ذلك نتوقع الحرب، وهو الاحتمال الوارد، ولكن طبيعتها واهدافها لم تكن واضحة المعالم. هل هي مثلاً حرب محدودة الاهداف تستهدف القدرات العسكرية والسياسية لسوريا، ام انها حرب شاملة لاحتلال بلد كامل؟ ستبقى جميع الاحتمالات ممكنة وليس هنالك تحديد. مع ذلك فإن امريكا وحلفائها في ظل القيادة الحالية الرعناء والفاقدة للحكمة والتوازن والمسؤولية، وخنوع وخضوع حكام العرب امامها تجعل منها الثور الهائج، إذ تسعى امريكا ومن خلفها الصهيونية لتغيير خارطة الشرق الاوسط وفق المنظور والسياسة الامريكية بعيداً عن رغبات الشعوب. فإذا كانت امريكا تريد ابتلاع سوريا في ظل الوضع الدولي الحالي، فإنها ستقع في الخطا الفادح لكون هنالك دول اخرى مثل روسيا وايران وتركيا لها حضور في سوريا ولا تسمح بتغير ميزان القوى في المنطقة. ومهما كان نوع الحرب القادمة في سوريا، فنحن في العراق نقع ضمن منطقة الصراع ورقعته وليس بمنائ عنه، لذا نعتقد ان هنالك فرضيتين للحرب في سوريا وهما: الفرضية الاولى: توجية ضربات صاروخية، مع غارات جوية على اهداف محددة مثل المطارات العسكرية ومواقع الجيش السوري ومواقع القيادات العسكرية، والسياسية، ونتوقع أن الرد من قبل القوات السورية سيأتي عبر امتصاص الضربة الاولى واحتوائها، والاحتفاظ بالرد لوقت لاحق، مع الدفاع عن نفسها ضمن قدراتها العسكرية الدفاعية الحالية دون توسيع رقعة ومساحة الحرب. الفرضية الثانية: تتحدد فيما اذا كانت الضربة تستهدف الحرب الشاملة، وتلحق الضرر بالمصالح الدولية لروسيا وايران وتركيا، المتواجدة فعلياً على الاراضي السورية، وامتداد العدوان الى حزب الله، حيث ستتغير هنا طبيعة الصراع، وستتسع حتماً ساحة الحرب، فيصل التصعيد الى اليمن وستدخل فصائل المقاومة العراقية وحزب الله وحركة الجهاد في فلسطين، فضلاً عن تدخل روسيا وايران وتركيا، ومن المؤكد تدخل حلف الناتو، وهذا الخيار هو الاسوء. إذ ستحرق المصالح الامريكية بدول الخليج العربي، وكذلك اسرائيل، وبهذا الحال ستندلع شرارة الحرب العالمية الثالثة، وستكون حرباً مدمرة للمنطقة والعالم لاسمح الله.
اما العراق فسينال حتماً نصيبه من هذه الحرب المدمرة مهما كان نوعها. ولعل من أهم التهديدات التي ستواجه الامن الوطني العراقي في هذه الحالة: قيام قوات البشمركة باحتلال مدينة كركوك ومناطق المتنازع عليها مع فقدان السيطرة على الوضع الامني في العراق، وستصبح جميع اماكن تواجد القوات الامريكية اهدافاً لفصائل المقاومة العراقية، بما فيها السفارتان الامريكية والبريطانية، ومن المحتمل عودة تنظيم داعش الى العراق مرة اخرى، مستغلاً الاوضاع التي ستحصل في المنطقة. لهذا اود التنويه، وتنبيه الاخوة في القيادة العامة من اجل التخطيط للاحتمالات الواردة، اذا ما حصلت الحرب الشاملة في منطقة الشرق الاوسط. اما في حال حدوث الحرب المحدودة فقط، فسنحتاج الى ضبط الحدود مع سورية، وتنظيم الدفاعات في الموصل وكركوك !
اللهم ارحم شهداءنا واحمي العراق.
*
اضافة التعليق