بغداد- العراق اليوم: ما ان استوزر السيد قاسم الأعرجي للداخلية، حتى استبشرت العوائل البطلة التي قدمت ابناءها في سبيل الوطن والدين، ومنع الأرهاب من ان يطال المقدسات، ويهتك عرض الناس وسترهم، فبوصول هذا الوزير المجاهد الذي يعرف معنى الجهاد والشهادة، سليل مدرسة التضحيات الكبيرة في سبيل تحرير الإنسان، اصبح هذا الملف بيد أمينة، تحفظ قدسية الشهداء، وتقدس حقوق ذويهم، هذا ما قالته عوائل الشهداء التي كرمت اليوم من قبل الوزارة، وباشراف من وزير الداخلية الأعرجي شخصيًا. فقد نظمت دائرة العلاقات والاعلام ومديرية الشهداء والجرحى، وبالتنسيق مع شركة سيتي كروب، حفلاً تكريمياً لعدد من عوائل شهداء وزارة الداخلية، حيث وزعت مبالغ مالية على عدد من العوائل وكذلك سلة غذائية لأكثر من خمسين عائلة, كما نقل ممثل الوزارة تحيات الوزير، وأمره الفوري الى كافة الجهات المسؤولة في الوزارة بتلبية كافة الاحتياجات والمتعلقات لعوائل الشهداء. الاعرجي ومنذ أول يوم توليه مهام المسؤولية وضع امامه، بل ونصب عينيه، ملف شهداء الوزارة الذين لولا تضحياتهم وصبر عوائلهم لما انتصرنا، فكانت المبادرة الانسانية، التي هزت المشاعر، حينما امر كافة ضباط الداخلية بالتوزع على دور الشهداء في أول يوم للدوام المدرسي، واصطحاب اولادهم للمدرسة، مع التكفل بكسوة مدرسية، وكذلك تلبية احتياجاتهم. ولقد ابكى المشهد كل من شاهده، حيث ينزل ضباط الداخلية الشرفاء ومعهم وزيرهم الانسان الى منازل الشهداء، فيحتضنون الايتام، ويجلسوهم بالقرب منهم في مركباتهم الخاصة، ويصلون بهم الى مقاعد الدرس. كانت مبادرة الأعرجي، مؤثرة ودرساً انسانياً بليغاً، اوصل رسالته بقوة للجميع، وعكس حجم الوفاء الذي يحمله هذا الرجل بداخله لهولاء الشهداء الذين عاش بينهم كأحدهم، وتقدموا للموت دون ان يلتفتوا للخلف، فلقد وضعوا الامانة بيد طاهرة نظيفة، مؤمنة، تقدس التضحيات. أن هذا الوزير " الشهيد الحي" الذي يقفُ اليوم على سدة الوزارة، واحد من اروع النماذج التي قدمتها الحركات المجاهدة، وكانت موفقة وجديرة بهذا التقديم، كما أن ناخبي واسط العظيمة، تلك المحافظة التي ستبقى نبراساً للجهاد وقلعة للصمود، اختارت من يمثلها خير تمثيل، فكنا امام تجربة فريدة في الاداء. ان هذا الهم الذي يحمله الأعرجي، ليس هماً حكوميًا فحسب، إنما هو هم وطني وديني وانساني واخلاقي ايضاً، فالأعرجي من جهة سياسية يمكن القول انها الوحيدة التي افتتحت الآن مؤسسة لرعاية عوائل شهداء العراق، وتقديم العون لهم، وتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية اذن، فالأعرجي ليس غريباً عليه هذا الحضور في ميدان تقديس الشهداء والشهادة، وليس طارئاً على هذا المشهد، بل هو جذر في هذه الشجرة المباركة، وما اكفه الرؤوم التي يمسح بها على رؤوس ايتام العراق، الا يد الأب والمجاهد الذي نذر نفسه بالأمس واليوم وغداً مشروعاً من اجل العراق، كل العراق، بعربه وكرده وشيعته وسنته وجميع قومياته الكريمة، فنعم الوزير ونعم التنشئة، ونعم الاختيار، اختيار ابناء واسط التاريخ والجهاد والصمود.
*
اضافة التعليق