كيف وصلت الشرطة الاتحادية إلى تصنيف عالمي كقوة ضاربة، وماذا فعل الاعرجي ليرتقي بهذه القوة؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد معارك التحرير التي خاضتها القوات العسكرية والأمنية العراقية ضد عصابات داعش الإرهابية، لم يكن يتوقع أحد إن يقفز تصنيف هذه القوات بهذه السرعة بين الجيوش والقوات النظامية الأشد بأساً والأكثر فاعليةً على أرض المعارك، وكان البعض يشكك في مصداقية ما تنشره وسائل الإعلام الوطنية عن أداء فائق وممتاز لهذه القوات البطلة في المعارك التي تخوضها ضد عصابات داعش التي تعد الأشرس والأقوى بين نوعية العصابات التي سيطرت على المدن منذ تاريخ طويل. ولم يسبق لبلد تعرض لمثل هذا الهجوم، وبهذه القوة والطريقة، إلا أن التصدي كان لها بمستوى المسؤولية ومستوى الحزم من لدن قوات عراقية أبهرت العالم، الذي بقيت صورة "الميديا" التسقيطية الخبيثة راسخة في ذهنه، خاصة صورة انسحاب بعض القطاعات والقوات إبان إسقاط الموصل واحتلالها، واشتغال هذه الوسائل بكل امكاناتها على تدمير الصورة النمطية والذهنية للقوات العراقية، لدى المواطن الذي عدها قوات مهلهلة، غير قادرة على أداء دورها في المعارك، أو حسمها لصالحها.

لذا كانت مهمة من تولى مسؤولية ادارة هذه القوات صعبة، أن لم تكن مستحيلة، لكن وجود قادة ووزراء اكفاء على رأس وزارتي الداخلية والدفاع، كان كفيلاً بمحو هذه الصورة السلبية، وبناء صورة ايجابية مشجعة عن قواتنا التي بدأت تستثمر زخم الدعم المقدم لها من قبل القادة الأمنين، ولاسيما قوات الشرطة الاتحادية، هذه القوة الضاربة التي غيرت مسار المعارك، واعادت معادلات الوضع الى ما قبل العاشر من حزيران، حيث ارض العراق المحررة وبسط سيطرة ونفوذ الدولة العراقية، وتدمير قوات داعش.

لقد كان أداء الشرطة الاتحادية مشهوداً في معارك التحرير بدءاً من الفلوجة، وآمرلي وجرف النصر، وفي ديالى وتكريت، واخيراً الموصل حيث المعركة الأهم، فقد كانت هذه القوات الذراع الأقوى في ضرب الدواعش وتدميرهم أيما تدمير ، حتى أن هذه القوات لم يسجل عليها أي خسارة لأي معركة ابداً، بل كانت بفضل الرعاية والدعم الخاص المقدم لها من وزير الداخلية قاسم الاعرجي، الملجأ الذي يستند اليه الجميع، وكانت تتبارى في تنفيذ أعقد المهام واصعبها، بشهادة قوات التحالف الدولي التي كانت تراقب وتقيم اداء القوات العراقية المشاركة في معارك التحرير العادلة.

لقد بين الوزير الاعرجي مهام هذه القوة، واستطاع أن يمدها بدعم غير محدود، مطلقاً كذلك يد قادة هذا التشكيل البطل في تنفيذ خطة الهيكلة والاصلاح الأمني والاداري، ووضع الخطط السوقية والتعبوية ضمن مستويات التحديات الأمنية التي تواجهها.

لقد نجحت قوات الشرطة الاتحادية في عبور مرحلة خطيرة، فهي وللأسف خسرت نتيجة لظروف غير طبيعية جرت قبل العاشر من حزيران 2014 اراضي كانت تحت سيطرتها، لاسيما في الموصل ذاتها، لكن وجود الأعرجي وقادة هذه الشرطة، وفوق ذلك دعم القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي، كان كفيلاً ببناء قدرات هذه القوة، وتأهيلها بشكل منحها الأفضلية بين القوات التي تولت مسؤوليات التحرير.

نعم، فمن تابع مسار وتغيرات الشرطة الاتحادية، سيجد أن ثمة ادارة محنكة جديدة قد تولت هذا الملف، ووقفت خلف هذا التغيير حتماً، فالوزير الأعرجي يدرك مدى أهمية هذه القوة الكبيرة عدةً وعددًا، ويعرف أن كل ما ينقصها هو التوظيف الصحيح لقدراتها المتكاملة ليس اكثر ، ومن هنا كان تشخصيه دقيقاً في أن التنظيم اساس النصر، وأن قوات كبيرة يمكن ان تهزم اذا افتقرت لهذا التنظيم.

لذلك كانت اعادة هيكلة وبناء الشرطة الاتحادية مهمة جسيمة وصعبة وخطرة في ذات الوقت، لكن الوزير الإعرجي وصحبه النجباء كانوا لها بالمرصاد، ولم يخف هذا الوزير، ولم يتراجع قطعاً، بل كان اكثر اقداماً على اتخاذ اجراءات صعبة، لمعرفته ان الحلول لا تأتي على يد المتردد الخائف.

ما يحسب للوزير قاسم الأعرجي أنه كان قائدًا في كل قراراته، وحازماً في تنفيذها، دون أن يكون ذلك مدعاة لأحادية الرأي او تعصباً للفكرة، قدر ما هو ايمان بأن هذه الخطوة هي الأصح والافضل التي يجب أن توضع في إطارها المحدد.

علق هنا