بغداد- العراق اليوم: تفاجا ابناء الجالية العراقية المقيمة في المملكة الأردنية الهاشمية بخطاب وزير الداخلية السيد قاسم الأعرجي الذي يزور المملكة في مهمة عمل رسمية، والذي عبر فيه عن موقف الحكومة العراقية، أزاء جملة من الملفات التي تتعلق بالعراقيين الذي يعيشون في المنفى لشتى الأسباب. وذكر مواطنون حضروا لقاء الأعرجي مع ابناء الجالية العراقية، لـ " العراق اليوم"، أن " سبب المفاجأة هو نوعية الخطاب الذي سمعه ابناء الجالية من وزير أمني عراقي رفيع المستوى، حيث أكد لهم اثناء اللقاء بهم أنه لا يمثل سوى العراق، ولا يحترم سوى القانون الذي يساوي بينه وبين أي عراقي، مهما كان انتماؤه السياسي او الاثني أو القومي، وأن الفيصل في التمايز بين العراقيين جميعهم هو مدى احترامهم للقانون وانضباطهم، و لا أي سبب يدعو لأن يضطهد عراقي، عراقيًا أخر، أو يقصيه أو يمنعه من مباشرة حقوقه الاساسية المكفولة له دستورياً وفي الأعراف الانسانية". واشاروا الى أن " الاعرجي أكد خلال اللقاء أن الداخلية مؤسسة خدمية لجميع العراقيين سواء أكانوا داخل البلاد أو خارجها، وهي تسعى لخدمتهم ومد يد العون لهم في أي مشكلة أو معرقل يواجههم ". وتابعوا " ثم أن الوزير الأعرجي بعث رسالة واضحة جداً مفادها أن العراق يجب ان يتجاوز عقد الأمس، ويجب ان يفتح مع ابنائه صفحة جديدة عنوانها التسامح والأخوة والتقارب ورفع شعار الكل في خدمة العراق، باستثناء القتلة والمجرمين والدواعش الذي اساؤوا للوطن ولشعبه". واردفوا " كما فاجأ الأعرجي مواطنيه بالإعلان عن قرب وصول فريق عمل كبير من وزارة الداخلية العراقية الى مقر السفارة العراقية في عمان من إجل حل مشاكل العراقيين بغض النظر عن الانتماء أو السبب الذي دفعهم للجوء لهذا البلد". وبينوا أن " الوزير الاعرجي أكد ان فريق العمل سيتألف من جميع مؤسسات الداخلية الخدمية، كالبطاقة الوطنية وشهادة الجنسية والجوازات والاقامة وكل الجهات ذات العلاقة، فضلاً عن تسهيل عودة من يرغب بالعودة، وكذلك تسهيل معاملات العراقيين العالقة في مختلف المؤسسات". مواطنون أخرون تحدثوا لـ " العراق اليوم" عن حجم الاعجاب والرضا الذي لمسوه ممن حضروا اللقاء، حيث عبر المشاركون عن فرحتهم بهذه العقلية التي تدير الداخلية العراقية، وحجم التفهم لمعنى الدولة والمسؤولية والمواطنة، مؤكدين أن " وجود شخصيات مثل الأعرجي في مثل هذه المواقع المتقدمة، بارقة أمل في تجاوز مآسي الأمس التي خلفتها بعض السياسات الخاطئة، أو حتى التصرفات التي كانت تهدف لتشويه صورة العراق الجديد، العراق الذي يحترم ابنائه ويبحث عنهم، لا لارعابهم كما كان يفعل البعث ونظامه، بل لخدمتهم وقضاء حوائجهم". ومضوا الى القول أن " وزارة الداخلية حينما بعثت بهذه الرسائل الايجابية، فأنها تكشف بوضوح أنها واحدة من أهم المؤسسات الوطنية التي تحترم القانون وتحرص على انفاذه، ولكنها ترفض العقوبة الجماعية، أو مساءلة الغير بجريرة غيره، ولهذا فأن اللقاء كان ناجحاً بكل المقاييس، ولم يسبق لمسؤول عراقي ان قوبل بمثل هذه الحفاوة التي قوبل بها الأعرجي في زيارته هذه". وتابعوا ايضاً، " لذا لم يجد العراقيون الذين لبوا دعوة اللقاء غير التصفيق الحار ولأكثر من مرة رداً على ما طرحه الوزير الأعرجي، وما ابداه من مواقف تعكس بوضوح أنهم امام رجل دولة، يعي ما يقول، وينفذ ما يقول ايضًا، ولا يملك أي ضغينة أو حقد تجاه ابناء شعبه مهما اختلفوا معه أو تباينت المواقف، فالمواطنة الأساس، وهي فوق كل الاعتبارات الثانوية".
*
اضافة التعليق