بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
منذ أن تأسست جريدة الحقيقة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، وأنا أكتب افتتاحياتها، ولي الشرف أن قلمي متفرغ تماماً للدفاع عن الناس وهمومهم وتطلعاتهم وما يحتاجون اليه، وعن العراق بكل ما يستحق من دفاع.. لكني اليوم أستميح القرّاء عذراً، لأكتب عن جريدة الحقيقة وبعض جوانبها، ومعاناتها وهمومها، ولي ولها الحق في أن نقتطع يوماً من هذه الأعوام الـ 15 لنكتب فيه عن حقوقنا نحن، وطبعاً أنا لا أقصد هنا الحقوق المادية أو الشخصية فحسب، إنما عن حقوق عامة وخاصة و( كلشي ) أيضاً ..! لذا دعوني أحدثكم أولاً عن رأي الجمهور الذي لمسته و قرأته في عيون الناس أمس الاول في مهرجان جريدة طريق الشعب، وتحديدا في خيمة جريدتنا (الحقيقة) التي كانت مميزة جداً ، بل كانت قبلة الزائرين من الرفاق والأصدقاء والعامة.. بدءاً من تشرفنا بزيارة المستشار السياسي لرئيس الوزراء المناضل الوطني سبهان ملا چياد، الذي حيّا الزملاء في الخيمة وبارك نجاحهم، وليس انتهاءً بزيارة أحد قرّاء جريدتنا الذي اصطحب معه زوجته المصونة، حاملاً على أكتافه سنوات عمره التي تتجاوز السبعين.. ومما زاد في روعة خيمة جريدة الحقيقة حضور جميع العاملين في الجريدة، بأناقتهم اللافتة للنظر، وهم يستقبلون زوار الخيمة بكل ودّ وبشاشة، ويجيبون على أسئلة الزوار بكل محبة، فكانوا يشاركون الحضور بهجتهم وألقهم، ويلتقطون الصور التذكارية معهم، ويقدمون لهم الهدايا من بعض مطبوعاتنا وأعداد الجريدة القديمة، ولم يغادروا الخيمة حتى آخر دقيقة من المهرجان.. وكأن طريق الشعب جريدتهم، علماً بأن أكثر من نصف العاملين في جريدة الحقيقة ليسوا شيوعيين !. وفي الحفل ذاته سألني أحد قرّاء جريدة الحقيقة الذي اصطحب معه زوجته كما ذكرت قبل قليل قائلاً: شو جريدة الحقيقة لا عدها عيد ميلاد، لا احتفال، لا مهرجان، لا عدد خاص، شنو القضية ؟! فضحكت وقلت له: والله خوش سؤال..نعم لدينا عيد ميلاد، ويوم تأسيس، لكننا نحتفي لوحدنا عادة، ولم نقم حفلاً كبيراً بذكرى تأسيس جريدة الحقيقة إلا مرة واحدة وكانت بمناسبة مرور سنة على تأسيسها ..! ثم أكملت حديثي لصديقنا بقولي: ومن حسن حظنا أن جريدتنا ستدخل هذه الأيام عامها السادس عشر، وقد أصدرنا أمس الاول العدد رقم 3000, وهو رقم ليس سهلاً تحقيقه في الظروف العسيرة التي تمر بها الصحافة الورقية في العراق وعموم المنطقة .. لكن صديقنا قال لي: هل تعرف كم احب جريدة الحقيقة، فأنا رغم اشتراكي بها وبجريدة طريق الشعب فإني أنتظر وصولها بلهفة، وثق ان اليوم الذي لا أقرأ فيه - جريدتكم - أشعر وكأني افتقدت شيئاً، او أضعت شيئاً مهماً جداً.. قاطعته زوجته قائلة: نعم فزوجي يخرج صباح كل يوم من أجل الحصول على جريدة الحقيقة رغم اشتراكه فيها ..! قلت في سرّي وأنا أسمع هذا الكلام الجميل: هذا والله أحسن تكريم وأعظم جائزة نحصل عليها، فماذا نريد أكثر من هذه المحبة النقية البريئة الصادقة؟ صديق آخر وجه لي سؤالاً وهو يزورنا في خيمة الحقيقة، قائلاً: ابو حسون جريدة الحقيقة منين لها فلوس بحيث تستمر 16 سنة دون توقف، في حين هناك صحف كثيرة توقفت عن الصدور ؟ قلت له وأنا أقترب منه: تريد الصدگ ؟ قال: طبعاً .. قلت: سأختصرها واجيبها لك من الأخير وبدون لف ودوران، كلما نتضايق مالياً، أروح آخذ قرض من المصرف، ومن حسن حظي فإن - خدام الحسين هواي- فيتكرمون علينا بالقروض المصرفية.. والآن وفي هذه الساعة، بيتي مرهون لمصرف المتحد في بغداد بمبلغ ليس قليلاً، وفي كل يوم نتلقى اتصالاً من ( القسم القانوني ) في هذا المصرف بلزوم دفع القسط الشهري، فنعتذر لهم مرة، وندفع مرة أخرى، حتى تراكمت علينا الفوائد وباتت رقماً مهولاً.. وللحق أقول، لولا مديره المفوض الأخ والصديق العزيز هيثم الدباس، لكان بيتي الذي أسكن فيه الآن مع عائلتي في خبر كانَ وليس إنَّ .. ! فقاطعني صديقي قائلاً: معقولة هذا الكلام ؟ قلت له: معقولة ونص ..! قال : زين وين جماعتك واصدقائك المسؤولين ؟ قلت: أنا وكما يعرف جميع من يعرفني أرفض الدعم المالي حتى لو جاءني من شقيقي، لكني ولا اكشف سراً، كنت ولم أزل أطلب من أصحابي في مؤسسات الدولة بدعم جريدتنا عبر منحنا الإعلانات التجارية التي يأتي بعضها على شكل تحقيقات مؤسساتية، وكذلك عبر الاشتراك ، لكنها للأسف قليلة جداً .. كما أن بعض الأصدقاء حاولوا مساعدتي عبر منحنا موافقات بإنشاء بعض المشاريع الصغيرة، لكنها جميعاً ظلت حبراً على ورق، ولم نحصل منها على دينار واحد رغم مرور سنتين على هذه الفكرة .. فقال صديقي: زين والنتيجة؟ قلت: النتيجة يمكن راح أبيع الحوش والهوش لعيون الحقيقة وأهل الحقيقة !
*
اضافة التعليق
العلوية و ( الشوعية ) وحملة رائد فهمي الإنتخابية ..!
الكلاسيكو لم ينتهِ حتى إشعار آخر ..!
مرشحون نص ردن .. ومرشحات بلا ردن ..!
كم (ساركوزي) في الأمة العربية .. وكم (فرنسا) في الوطن العربي؟!
رئيس رابطة الحشّاشين في العراق يشكر فخامة الرئيس ترامب ..!
القدّيس نيلسون مانديلا.. وانتخابات العراق !