افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
اتصل بي قبل أيام صديقي السيد أبو فاطمة الموسوي وهو من الأشخاص الذين أحترمهم وأحبهم جداً، ولهم مكانة كبيرة عندي، ليس فقط لأنه من عائلة مضحية، كريمة، مجاهدة، قدمت عشرات الضحايا والشهداء فداء لحرية العراق، وكرامة شعبه، وأغلبهم من الشباب اليافعين الذين أعدمهم نظام صدام الفاشي ، ومن بينهم شقيقاه، وابنه الفتى الذي لم يتجاوز الثامنة عشر آنذاك، إنما اعتزازي به يأتي أيضاً لأنه أحد اولئك المجاهدين الإسلاميين الذين تصدوا بالسلاح لنظام صدام في الأهوار لسنوات عديدة .. وبعد سقوط النظام الدكتاتوري التقيته مرات عديدة، وتحدثنا كثيراً في مختلف الشؤون، فالرجل رغم إيمانه الكبير والعميق بعقيدته الدينية الإسلامية، فهو يحترم أصحاب الفكر الآخر، ويحاورهم حواراً حضارياً ديمقراطياً لم نره كثيراً لدى أبناء خطه الآيديولوجي.. وللحق فإن (صاحبي السيد) لم يختلف معي يوماً قط، ولم أختلف معه، إلا حين يسمي الشيوعية بـ ( الشوعية )، فقد كنت أغضب عليه جداً وأتهمه بتعمد النطق المغلوط .. لكن السيد كان يواجهني في كل مرة بضحكة وقهقهة عالية، ومعهما قسم بالعباس ان لسانه متعود على نطقها هكذا وليس بتعمد أو بقصد الاساءة ! وعودة لاتصال صديقي أبي فاطمة، الذي فاجأني به حين قال بفرح ممزوج بمرح : خويه ابو حسون أبشرك عود صرنا ( شوعية ) !! فقلت له بذات نبرته الفرحة والمرحة : يا الله !! فقاطعني قائلاً: أي والله وداعتك صرنا شوعية !! فقلت له ضاحكاً: هذا يا مسعد حظ اللي كسبك للحزب الشيوعي ؟ فقاطعني قائلاً: لا خويه على كيفك، مو هالثخن !! قلت له: إنت تگول صرنا شوعية، مو آني ؟! فضحك وقال: حفيدتي (…….) طالبة في الصف المنتهي بكلية الآداب، ولها صديقة (شوعية) رائعة جداً، وشيئاً فشيئاً بدأت حفيدتي تتأثر بأخلاق وتربية وثقافة زميلتها هذه، حتى تمكنت من ( كسر رگبتها وسوتها شوعية) - قالها وهو يضحك بصوت عال !! قلت له: أي ويعدين ؟! قال : يا بعدين .. ؟ البنية گامت تغني النهار كله: اليمشي بدربنا شيشوف، وامگبعة ورحت أمشي يمه. ضحكت من فرط سعادتي وقلت له: أي والنتيجة ؟ قال: النتيجة، هسه العلوية بالحملة الانتخابية مال رائد فهمي، وتفتر على البيوت تثقفهم على انتخابه !! فضحكت مرة أخرى ولكن بصوت عال، وقلت له: زين إنت شنو موقفك منها، تقبل ما تقبل على تحولها وانتمائها، وتطوعها بحملة الرفيق رائد فهمي ؟! وما أن سمع سؤالي حتى انتفض السيد ابو فاطمة كالملدوغ قائلاً : شنو ؟ ليش هو أكو أنزه وأشرف من رائد فهمي وجماعته .. والله العظيم وأقسم بأرواح أخواني وابني، لو كنت آني موجود بالعراق، وصحتي تساعدني، لأروح أتطوع بنفسي بحملة هذا الرجل الوطني الشريف والنزيه .. ذوله ناس أمناء وموثوقين، وصح لسان ذاك المطرب الگال عنهم في أغنيته : يلمصادق شيوعي .. أحلفك بالصداقة .. شفت مثل الشيوعي وفي يصون العلاقة.. ؟غمض وامشي وياه .. أمانة وشرف ممشاه .. يگطعونه الشيوعي ولا ينطي بصديقه ..". قلت له: سؤال أخير سيدنا: -هل انتمت المحروسة حفيدتك للحزب الشيوعي لو بعدها ؟ فضحك وقال: والله ما أعرف.. بس إذا تآخذ رأيي، راح أبصم لها بالموافقة بصمتين مو بصمة وحدة.. بصمة لثقتي بالشيوعيين، وبصمة لثقتي بحفيدتي .. وإذا بيها مجال أبصم بصمة ثالثة، اعتزازاً وثقةً بيك وبأمثالك الأوفياء ..
*
اضافة التعليق
الكلاسيكو لم ينتهِ حتى إشعار آخر ..!
مرشحون نص ردن .. ومرشحات بلا ردن ..!
كم (ساركوزي) في الأمة العربية .. وكم (فرنسا) في الوطن العربي؟!
رئيس رابطة الحشّاشين في العراق يشكر فخامة الرئيس ترامب ..!
القدّيس نيلسون مانديلا.. وانتخابات العراق !
أي (خرق) عراقي كبير حققه رئيس هيئة النزاهة في زيارته للمغرب ؟!