بغداد- العراق اليوم:
فجأة، ومن دون مقدمات اعلنت قناة الفرات (الشيعية) انها دخلت في شراكة مع قنوات الMBC السعودية وقناة العربية الحدث، وهو الاعلان الذي اطاح بآخر آمال محبي ال الحكيم في عودة الابن الضال الى كنف اهله. فكيف حصل ذلك، ومن الذي خطط له وماهو الثمن؟ سنحاول في هذا التقرير ان نميط اللثام عن خفايا واسرار اختراق الصف الشيعي في العراق . البداية كانت بزيارة سرية قام بها الوزير السعودي ثامر السبهان، التقى فيها مع عراب تيار الحكمة الشيخ حميد معلة، وبوساطة كردية، وقد دام الاجتماع الذي عقد في احد المنتجعات التابعة لمسرور بارزاني ست ساعات متواصلة. وقد كان السبهان يعلم ان الحكيم قد شق الصف الشيعي بخروجه من المجلس الاعلى لذا فإنه - أي الحكيم- يبحث عن تمويل ودعم اقليمي سريع يسنده ويقويه! وهنا كان السبهان صريحاً، فقال لمبعوث عمار الحكيم " نحن معكم في كل شئ، ندعمكم، ونسندكم، ونلمع صورتكم بين العرب بوصفكم شيعة مسالمين، ومتقبلين للواقع الذي ينص بان الحكم في العراق يجب ان يكون للسنة في نهاية الأمر. وبعد خطوات متسارعة تم الاتفاق على احتضان السيد الحكيم اعلامياً، وإبرازه بصفة القائد المدني الجديد بعد ان فشل السيد في ان يكون قائداً للمجلس الاعلى . لتبدأ بعدها رحلة الدعم الخليجي، منطلقة من انتقال ثلاثين عاملاً في قناة الفرات الى الامارات في دورات اعلامية اعلن عنها مدير قناة الفرات نفسه عبر الفيسبوك بالقول: "شراكة مع اهم قناة عربية"! ولسخرية القدر فقد كان في نفس وقت منشور السيد مدير الفرات، ثمة قنوات سعودية تبث اخبارها الحاقدة ضد العراق، بالقول : "مليشيا الحشد وقتلى العراق"! بينما اتباع الحكمة كانوا يحتفلون بالتهام الكعكة السعودية.. وبعد شهر من دورة جماعة الفرات في الامارات، قام سعيد المحسن الذي يمثل حلقة الوصل بين الفرات وال MBC ، بالاتصال بمدير قناة الفرات ليبلغه بدعوة موجهة اليه لحفل كبير يقام في ماليزيا، طالباً منه ان يحضر معه كل من يرغب بالحضور، ليشكل احمد سالم وفداً يذهب به الى ماليزيا، وهناك تبدأ العملية الكبرى، حيث يبلغ المحسن مدير الفرات ان المرحلة القادمة تتطلب تخفيف الخطاب المذهبي، بل ونسيان كل ما يخصه اعلامياً، كي تقوم السعودية بتلميع صورة التيار امام العرب، والعراقيين، وتحول قناة الفرات الى القناة الاولى في العراق. كما قدم المحسن شيكاً بمبلغ 10 مليون دولار (عربون محبة) كدعم من المملكة السعودية لغرض تطوير قناة الفرات! وامام هذا الرقم المالي الكبير بصم وفد الحكيم بالعشرة للسعوديين، ليعود الوفد محملاً بالمال، والهدايا وبخطة سعودية محكمة. وبعد وصول الوفد، اجتمع الحكيم بكادر قناة الفرات، وابلغهم ان الاسماء التي سيقوم بإذاعتها تنهى خدماتها بناء على المصلحة العامة، ليطيح احمد سالم بكوكبة من مؤسسي الفرات، منهم المخرج ضياء المالكي، بالإضافة الى اقدم مراسل في الفرات عبد الرزاق السراج، والمصورين عمار منذر وفاضل الربيعي واخرين، وحين احتج المراسل عبد الرزاق السراج على انهاء خدماته اجابه احمد سالم بالقول نحن نعاني من وضع مالي صعب، وليس لدينا تمويل. وبعد اسبوع واحد فقط اعلنت الفرات انها ستتحول الى البث بنظام HD وسوف تضاهي القنوات العالمية! وراح المال الوهابي يتدفق، بعد ان تم وضع مؤشرات على كل من يعمل في الفرات، كما تم الطلب من جميع العاملين ان يمارسوا ضغطاً اعلامياً جاداً من اجل التقارب مع السعودية خاصة في صفحاتهم بالفيسبوك، وقد تم تبليغهم بأن من يمتنع عن تنفيذ هذه التعليمات فسوف يفصل من العمل في القناة بدون اي نقاش. ليخرج الكثيرون من الذين رفضوا تلميع وجه السعودية القبيح. وبدون مبالاة فقد قامت الفرات باستقدام موظفين من وزارة النقل و وزارة الشباب والرياضة من اجل سد النقص في الكوادر، وطبعا فإن هؤلاء الجدد باتوا يعملون في قناة الفرات ويتقاضون رواتبهم من وزراتهم (كفضائيين)! ولعل القارئ الكريم يسأل نفسه: ماذا تريد السعودية من قناة تدعي انها "شيعية"، وهل سنشاهد في المستقبل قناة الفرات وهي تبث اغاني تمجد الملك سلمان، وولي عهده، وهل وضعت السعودية شروطاً أخرى لم تعلن بعد؟ إنه مجرد سؤال ستجيب عنه الايام القادمة حتماً، ولا شيء يبقى في الخفاء الى الأبد.
*
اضافة التعليق