عبد الخالق السامرائي وصدام حسين .. كراهية لا احد يعرف سببها تنتهي بإعدام السامرائي وارتقاء صدام لكرسي الرئاسة !

بغداد- العراق اليوم:

عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، كان رئيسا للمكتب الثقافي القومي، أحد أهم قادة البعث بل أهمهم على الإطلاق ومنظر لحزب البعث، أخرج من سجنه الانفرادي في أقبية المخابرات الذي كان فيه منذ عام 1973 ثم نفذ فيه حكم الإعدام رميا بالرصاص يوم 8 آب  1979 ويتم بذلك التخلص من أحد أبرز الوجوه المهمة في حزب البعث.

أن القيادة القومية كانت على يقين من أن السامرائي لم تكن له أية صلة بحركة كزار، وان اتهامه قد يكون نابعاً من بعض الحساسيات تجاهه، خاصة أنه

كان على خلاف مستمر ودائم مع البكر وصدام..

ولد في مدينة سامراء عام 1935. كان مسؤول صدام الحزبي في الخمسينات .عضو القيادة القطرية لحزب البعث منذ عام 1964 وعضو القيادة القومية للحزب منذ عام 1965 . ساهم في 8 شباط . أصبح عضواً في مجلس قيادة الثورة عام 1969.

عرف بين أوساط الحزبيين بالنزاهة فلم يستغل منصبه ولم يغير من بساطة معيشته فرفض أن يغير مسكنه كما فعل الباقين من هم بمنزلته من الحزبين ولم يبدل أثاثه البسيط الذي وصفه البعض بكونه مؤثث بكرويتات خشبية .

كان عبد الخالق السامرائي محط اعجاب الكوادر الحزبية الدنيا لنزاهته فكان ذلك مثار عدم ارتياح البعض من الكوادر العليا ومنهم الرئيس صدام فسعوا الى تشويه سمعته فوصفوه بكونه متصنعاً للبساطة حيث لم يفهموا رفضه لاغراءات السلطة وعدم مشاركتهم بالتنعم بها بعد انقلاب عام 1968.

كان من الصعب أن يبقى مثل عبد الخالق في السلطة وهوالرافض لاغرائتها المادية والرافض أيضاً لأسلوب التصفيات والقسوة في مواجهة خصوم الحزب.

كتب جليل العطية عنه ” كان عبد الخالق السامرائي – القائد البعثي الوحيد الذي وعى خطورة أن يتحكم صدام بمقدرات العراق والعراقيين متخذاً قصر النهاية أداة لتنفيذ مخططاته التصفوية ، فكتب مقالة في الثورة لسان الحزب الحاكم أوائل السبعينات رفض فيها سجن الحزب في قصر النهاية. فهم صدام أنه المعني بها ، فأصدر حكمه باعدام عبد الخالق ، وكل من يؤيده “.سنحت الفرصة الأولى للتخلص من عبد الخالق عام 1973 عندما أتهم بالتأمر مع ناظم كزار فحكم بالاعدام فتدخلت بعض الأطراف اليسارية    انذاك فخفف الحكم الى المؤبد. ولاحت الفرصة ثانية عام 1979 فحشر أسمه ضمن قائمة المتامرين عندما وقف علي حسن المجيد في قاعة الخلد طالبا الحديث من الرئيس فرد عليه صدام نعم رفيق علي فقال علي حسن المجيد :هذه الفقاعة التي ذكرتها ما أظن أنها تسبب لنا انكسارات نفسية ولكن لو نرجع إلى الخلف ولا أريد لوم القيادة ولا أريد ألوم نفسي ولا أي احد مهما يكون لان كل ما عملته القيادة صحيح وكل ما ستعمله هو صحيح ومؤمنين بيها إيمان مطلق، لكن وجود عبد الخالق السامرائي طالما هو حي يشتم الهوا اگو عناصر لازم ترجع مرة أخرى وتعيد الكرة وتعمل على أعادة عبد الخالق السامرائي مرة أخرى …فآني أرجو تنبيه أو انتباه القيادة…… عفوا مو تنبيها لهذه المسألة… وضرورة أن يحاكم مجددا عبد الخالق السامرائي وضرورة أن يعدم عبد الخالق السامرائي. فتعالى صوت التصفيق والثناء على طلب علي حسن المجيد !!!

هنا قال صدام : خذوها من هاي الشوارب، وآشار الى شواربه وهو يبتسم. وأضاف: على أي حال عبد الخالق .. هو مثل ما حچولكم.. بعد ألان ما نرحمو ..ما أكتمكم سر أذا ما گلت انو آنا المسؤول الأول عن بقاء عبد الخالق السامرائي حي. ورد عليه الرفيق علي حسن : والذي عملته صحيح

فرد صدام :وكلها ضمن قيم …يعني القيم البعثية هذي…. ونگول لا كون خاف نخسرنا بعثي صغير بسببه هل البعثي الصغير هذا ما لازم نخسره ..بس لا…..قضية أمن الثورة والحزب هي أكبر من أي شي رفيق علي”.

كانت تلك اللحظة التي صدر فيها حكم الأعدام بحق عبد الخالق السامرائي، مع أن لا أحد أدعى الاتصال به، ولم يأتي أسمه في الاعترافات، ولم يسأل أحداً ممن كان حاضراً عن كيف استطاع المتآمرون الأتصال به وهو كان مسجوناً بسجن انفرادي منذ سنوات وتحت مراقبة مشددة وحتى لو هم كانوا “يفكرون” في اختياره زعيماً لهم كما ذكر برزان في كتاب محاولات اغتيال صدام حسين، فلايعني هذا أنه سيوافق أو هو متآمر معهم لتتم محاكمته بنفس تهمتهم ويدان بلحظة، مع ان الاتهامات نفسها تقول ان ” الزعيم” سيكون حافظ الاسد .أخرج عبد الخالق من سجنه في يوم 8/8/1979 واطلقت عليه رصاصات ممن كانوا رفاق له في حزب تنبأ هو بدفنه يوم ما في قصر النهاية .

علق هنا