بغداد- العراق اليوم:
لم يكن يتوقع العراقيون من بعض الشخصيات المشهورة، من فنانيين او شعراء او رياضيين ان تكون آفة الطائفية قد نخرت عقول بعضهم، واصابهم عمى الالوان، فصاروا لا يرون الا لونهم وانتمائهم الضيق، بعد ان حولهم هتاف الجماهير وحبهم لنوع الفن الذي يقدمون او الرياضة التي يحترفون الى نجوم عابرين لهذه الحدود الضيقة، لكن الواقع كان يقول شيئًا اخر تمامًا، ولعل صدمة ٢٠٠٦ الانتخابية وما تلاها من تشكل جبهات طائفية في المشهد السياسي، وظهور ما سمي حينها بجبهة التوافق السنية سيئة الصيت، برئاسة المقبور عدنان الدليمي ورهط من اوباش المشهد الطائفي، وازاء تلك المحنة التي وجد الشعب العراقي نفسه محاصرًا فيها لأول وهلة، لم يكن يتوقع ان يمتد الانزلاق بمن ظنهم نجوماً محصنين من هذا الوباء. ولكن الواقع كان شيئًا اخر تماماً، فهذا احمد راضي اللاعب العراقي المحترف، يتخلى عن هذا كله، ويدخل الى مجلس النواب عبر بوابة جبهة تمارس الطائفية قولًا وعملًا، ويكشف عن وجهه الاخر الذي اخفته طيبة العراقيين، وشعبية اللعبة التي يعشقها الجميع في العراق. لقد كانت بالفعل، صدمة لكل المراهنيين على ان ثمة موانع ومصدات تمنع انزلاق النخب او من ظن انهم هكذا الى ذلك المستنقع الاسن. هنا، انكشفت الصورة الأوضح، وبان ما كان مخفي الغاطس، واكتشفنا ان عدنان الدليمي بنسخته المتسخة، كان مجرد نسخة واحدة، اتضح فيما بعد وجودها واستنساخها في كل الميادين والحقول! كانت تجربة احمد راضي، مريرة جدًا وصعبة على الشارع الرياضي، لكنها كشفت بوضوح عمق المسألة الطائفية وتجذرها بعيدًا في اوساط لا شأن مباشر لها بالعمل السياسي او الديني والمذهبي، ولكن كما يقول حسن العلوي، الطائفية لدى السني لا ترتبط بمذهبه، قدر ما هي احساس بالتعالي على الاخر، وامتلاك حق لا يعرف احد مصدره بان يكون هو المتبوع والاخر تابعًا له. حين اضاف احمد راضي نفسه رقمًا في سماء الطائفية - وهو الشيعي المتحول الى درك الوهابية- كان يقوم بمحو جزء كبير من تاريخه الرياضي وجمهوره بلا تردد، وحين يسأل بعد حين، يقول انه لم يندم على الانخراط في تلك الجبهة المقيتة .. فتصوروا ؟! اليوم يحاول راضي العودة الى مجلس النواب، عبر بوابة اخرى، ويحاول ان يرمي صنارته مرةً اخرى في اي بحر، ويبدو ان العبادي يراه البعض حصان طروادة، يريدون ان ينسلوا عبره الى السلطة مجددًا، خاصة وإن مشكلة احمد راضي هي الوزارة، فهو مستعد أن يذبح أمه وأباه من أجل ان يكون وزيراً للشباب، وقد كان يتأمل أن يأتي له الطائفي المسموم عدنان الدليمي والمجرم القاتل محمد الدايني وبقية جوق القتلة بحقيبة الوزارة، لكن الأمور جرت وقتها بما لا يتمناه احمد راضي، حيث انكشف المستور الإجرامي، فهرب الدليمي ومات في الخارج، وهرب الدايني بمساعدة احمد راضي نفسه، وتفكك الحلف الإجرامي الجهنمي الذي أسال من دماء العراقيين ما لا يمكن تصوره! واليوم يريد " أبو هيا " تحقيق حلمه الوزاري مرة اخرى، بعد ان فشل في ان يكون حتى وكيلاً لعبطان مرات عدة، وهذه المرة جاء مستبدلاً الدليمي بالعبادي، والتوافق بالنصر، والدايني بعبطان ..(ومفيش حد أحسن من حد). وهنا لا نريد ان نسأل راضي، فالرجل مصاب بسرطان المنصب، وميئوس من شفائه تماماً، لكننا سنسأل العبادي الذي خبر المشهد السياسي، وعرفه منذ ٢٠٠٣ والى الان، كيف ستقنع الجمهور انك قادم للتغيير، وفي ذات الوقت تعيد وجوهًا خبرها الشارع وأحتقرها، بعد أن عرف مضمونها وما تضمره مقدمًا، وهل تعتقد ان راضي يمتلك رصيدًا في الشارع الرياضي الشعبي لتستثمره انتخابياً، وهو الذي قامر به قبلك عدنان الدليمي والمجرم طارق الهاشمي والموتور خلف العليان والبليد صالح المطلگ والبعثي ظافر العاني، وكل تلك الوجوه التي لم ير شعبنا منها خيرًا، فخسروا بورقة احمد راضي خسارة كبيرة، واكتشفوا انه كارت محروق لا يهش ولا ينش.. فألا تعلم بادولة الرئيس ان احمد راضي فشل في جميع الانتخابات البرلمانية والرياضبة والاولمبية التي شارك فيها، وان وصوله للبرلمان جاء تعويضاً، أي بعد استبداله بالنائب المجرم عبد الناصر الجنابي عصو جبهة التوافق التي ينتمي لها احمد راضي، يعني بالعامي العراقي (كسر بجمع احمد راضي ما فاز ولا مرة بحياته في أي انتخابات )! والسبب كراهية الشارع العراقي له، ولأفعاله المشينة، وسلوكه الذيلي المتلون، وحقده على أبناء مذهبه. وقطعاً فإن ما سيقدم عليه العبادي، انما هو نكئ لجراح غير مندملة، ولعبً باورراق محترقة، نتمنى عليه ان يراجع ذاته كثيرًا، قبل ان يعود بها الى الواجهة، خاصة وان احمد راضي والدايني وطارق الهاشمي والعلوني ومثنى الضاري وغيرهم من اعداء شعبنا يرفضون حتى الاعتذار عما تسببوا به من اذى نفسي لشعبنا العراقي.
*
اضافة التعليق