بغداد- العراق اليوم:
ارتبط الرقم 7 بحياة الإنسان بصورة وثيقة، وبات تصنيفا أساسيا لكل شيء مهم وإنساني وعظيم، من السموات السبع وصولا لعجائب الدنيا السبع، إضافة لكل الأمور الشعبية المتوارثة في أغلب المجتمعات، ومنها السبع عيون، لكن هذا الرقم بقى بعيدا عن “الفساد” حتى نجح الآن في القرن الـ21 وزير الكهرباء قاسم الفهداوي أن يقرن هذا الرقم بالفساد، ويسيء له، بعد أن اقترن بالسماء!!.
سبعة استجوابات، نعم، ربما على الأمهات العراقيات أن يستخدمن “السبعة استجوابات” مع عود بخور لتحصين أولادهن من الملاحقة القانونية، فهذا هو انجاز الفهداوي، إذ للمرة السابعة يتغيب عن جلسة استجوابه في مجلس النواب، رغم قيام المجلس في كل مرة يتغيب عنها بتحديد موعد جديد ويبلغه بذلك، لكنه يأبى الدخول له ليثبت أن هناك من يدعمه ويسنده ويبعده عن الاستجوابات، التي يمكن ان تكشف كافة الفضائح.
إذ في حادثة غريبة، تمكن الفهداوي الإفلات من الاستجواب للمرة السابعة على التوالي، وبذات الوقت لم يستجوب غيابيا في المجلس او ترسل له الاسئلة ليجيب عليها.
ملفات فساد الفهداوي في حل أزمة الكهرباء لها بداية وليست لها نهاية، ومستمرة حتى الآن، بالرغم من أن عمره الوظيفي أوشك على النهاية.
هل عقد الفهداوي صفقات لتطوير الطاقة في العراق، وتعهد بتجهيز المواطن بها دون انقطاع، عبر المجيء بشركات عالمية رصينة؟ بالتأكيد لا، وإنما ما جرى هو إحالة العقود والمشاريع لشركات “مقربة منه” وتم تسليمها الأموال دون أي تنفيذ.
آخر مشاريع الفهداوي هو خصخصة الكهرباء، التي ساندها معه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، هذا المشروع “المشبوه” الذي تظاهر ضده أهالي أغلب المحافظات المشمولة به.
يحمل المشروع في طياته الكثير من الخفايا والصفقات، ويثير الكثير من الأسئلة، فإذا كان بإمكان العراق تجهيز المواطنين بالكهرباء 24 ساعة، لماذا إذن لم يقدم على هذا الأمر منذ سنوات مضت، وأقدم عليه الآن بظل شركات الخصخصة؟، هل الجباية هي الحل؟ أم لم يجد المسؤولون عن ملف الطاقة طيلة الاعوام الماضية طرقاً لـ”النهب” حتى جاء صاحب الرقم القياسي وطرح الخصخصة؟.
الفهداوي، الذي انتمى مؤخراً لتحالف النصر بزعامة العبادي، يبدو أنه بذات الوقت، استحصل دعم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي لم يتخذ أي قرار بشأن تغيبه عن جلسات استجوابه، وترك الأمر دون أي رد رسمي، واكتفى بتحديد مواعيد جديدة في كل مرة، لكن السؤال هنا هو: إذا كان الفهداوي بريئا فلماذا لا يحضر للمجلس ويثبت ذلك؟ أم أنه لا يملك أي إجابة عن فضائحه المالية وصفقاته ودور نجليه في الوزارة، محمد وسفيان؟.
الموعد الثامن، هو يوم الاحد المقبل، حسب ما حدد مجلس النواب، فهل سيحضر الفهداوي ويجيب أم سيصنع أعجوبته الثامنة
*
اضافة التعليق