العراق اليوم- خاص
منذ أمس الأول، ووسائل الاعلام لا تهدأ ولا تغض النظر عما حدث في مطار تلعفر، حيث كان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي في زيارة ميدانية لمطار تلعفر الذي تمكنت فصائل الحشد الشعبي من تحريره مؤخراً، في إطار عملياتها في غرب نينوى.
فقبل لحظات من سقوط صارخ على الخيمة التي تواجد فيها العبادي وبعض قيادات الحشد الذين ظهروا في بث مباشر على القناة الرسمية" العراقية"، خرج رئيس الوزراء وترك خلفه بعض قيادات الحشد والقيادات العسكرية، الذين اصيبوا بجروح بعضها بالغ جراء هذا القصف المجهول المصدر، فمن يقف وراء هذا الاستهداف الغادر الذي كاد ان يكلف العراق غالياً لو انه اصاب القائد العام بأذى او أحد القيادات الميدانية للحشد الشعبي، هل هي عصابات "داعش" الارهابية؟ هذا الكلام تنفيه هيئة الحشد الشعبي التي اصدرت بياناً المحت خلاله الى وجود قوى أخر غير داعش هي من قامت بهذا الفعل الاجرامي.
فقد صدر عن الهيئة بياناً ورد لموقع " العراق اليوم " جاء فيه " تعرضت يوم أمس في الساعة الرابعة والنصف مساء يوم الخميس 24/11 الخيمة التي كانت تضم اجتماع قيادات الحشد الشعبي في مطار تلعفر وبعد مغادرة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الى ضربة صاروخية تسببت بإصابة عدد من المجاهدين بجروح , وعلى اثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيقية بالاعتداء تبين من مخلفات الصاروخ الموجودة حاليا ان الصاروخ لم يطلق من قبل جماعات داعش الإرهابية وانه ليزري موجه تم إطلاقه بواسطة طائرة وسقط على مسافة متر ونصف المتر من خيمة الاجتماع , حيث كانت متواجدة في الأجواء اثناء الاعتداء طائرات قوات التحالف المسيرة .
واضاف البيان " ومن هنا يطالب الحشد الشعبي قوات التحالف بتفسير ما حدث يوم أمس لان الأجواء العراقية في الجهة الغربية من الموصل مسيطر عليها من قبلهم وهم منذ انطلاق العمليات يراقبون تحركات قوات الحشد والقوات الأمنية بصورة مفصلة كما نؤكد انه سيكون لنا موقف واضح بعد إكمال التحقيق “.
لكن محللون وقادة ميدانيون اتصل بهم العراق اليوم، لم ينفوا ان يكون داعش وراء هذا الاستهداف بل اشاروا الى ان ثمة خطأ غير مقصود قد يكون وراء مثل هذا الاستهداف.
وقال علي الحسني المحلل والخبير الأمني لـ " العراق اليوم "، ان " ما قامت به القناة الرسمية "العراقية" من بث مباشر لموقع رئيس الوزراء وقيادات الحشد، سهل استمكانهم من قبل العصابات الاجرامية، والتي لا يزال المطار او اجزاء منه في مرمى نيرانها الغادرة."
وعن بيان الحشد الذي اوضح فيه ان الصارخ لم يكن صاروخ هاون، اشار الحسني، الى ان داعش يملك اسلحة متطورة للغاية، كان قد حصل عليها من الجيش العراقي عام 2014، وقد يكون هذا الصاروخ ضمن ما يملكه داعش.
فيما قال مصدر من داخل شبكة الاعلام العراقي، ان "الشبكة لم تكن راغبة ببث هذا الاجتماع بشكل مباشر، لولا ضغوط مورست على ادارتها من قبل جهات حكومية عليا".
ونفى ان “يكون هناك قصداً سيئاً من وراء هذا الاصرار من الجهات العليا، غير انها قدرت ان مثل هذا البث يساهم في رفع الروح المعنوية للمقاتلين حيث يشكل ظهور القائد العام في الخطوط الامامية للمعركة دفعاً كبيراً وزخماً مضافاً للانتصارات".
وكان المتحدث باسم الحشد النائب احمد الاسدي قال أمس الجمعة، ان ثلاثة قادة بالحشد الشعبي ومعهم عدد من حماياتهم اصيبوا بقصف لتنظيم داعش الارهابي استهدف مكان تجمعهم بمطار تلعفر غرب مدينة الموصل، بحسب ما أعلنه.
وقال الاسدي في بيان له، ان “أحد مقرات الحشد الشعبي الى تعرض قصف مساء الخميس مما أدى الى إصابة عدد من القادة وهم شبل الزيدي وأبو حسام السهلاني وكريم الخاقاني وثلاثة من الحمايات”.
وأضاف ان “الجميع إصاباتهم طفيفة ماعدا الزيدي حيث تعرض لإصابة في الأمعاء ولكن حالته مستقرة وادخل الى غرفة عمليات مستشفى الحشد الميداني لأجراء الإسعافات الضرورية”، مشيراً الى ان القيادي الزيدي “قد تجاوز مرحلة الخطر."