بغداد- العراق اليوم:
كشف مسؤول عراقي كردي عن دفع السلطات العراقية الرسمية رواتب شهرية لألف عنصر مسلح من حزب العمال الكردستاني " التركي، المصنف ضمن "المنظمات الإرهابية"، يوجدون في مناطق حدودية شمال غرب العراق. وقال مسؤول "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في مدينة سنجار، غرب نينوى، وحيد باكوزي، في تصريحٍ صحافي إن "مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، هو من يدير ملف تواجد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" التركي في العراق، ويشرف على تمويله والعلاقة معه من خلال مكتبه". ويتواجد مسلحو "العمال الكردستاني"، المصنف كـ"جماعة إرهابية" في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، في مواقع على الحدود العراقية الإيرانية، بدعم من طهران، وفي منطقة سنجار، نحو 500 كم شمال العاصمة العراقية، وعلى الحدود مع سورية. وأضاف مسؤول "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بسنجار أن مستشار الأمن الوطني العراقي "يمنح رواتب شهرية منتظمة لعناصر العمال الكردستاني، تتمثل في 750 ألف دينار عراقي للمسلح الواحد، وعددهم 500 عنصر، قبل أن تجري عملية زيادة عدد المستفيدين لتصل إلى 1000 عنصر، مع خفض قيمة الرواتب إلى 400 ألف دينار عراقي". وسبق أن أعلنت سلطات أقليم كردستان عن تلقي مسلحي "العمال الكردستاني" أسلحة وأموالاً من الحكومة العراقية، وأن بغداد تعتزم إشراك الحزب في معركة الموصل. ويتهم إقليم كردستان العراق "العمال الكردستاني" بالتمركز في سنجار، التي تقطنها أغلبية من الكرد الأيزيديين، بهدف "العمل على زعزعة استقرار تلك المنطقة، والإضرار بالوضع في إقليم كردستان". وقد تم الإعلان عن "حالات انتهاك عديدة وقتل واعتقال مواطنين من مسلحي الحزب، وكما واتهم قائممقام سنجار، النائب السابق بالبرلمان العراقي، محما خليل، "العمال الكردستاني" بمنع عمليات إعمار المنطقة وعودة الأهالي إليها من جديد". من جهةٍ أخرى، أعلنت مصادر كردية أن اتفاق الحكومة العراقية مع حزب "العمال الكردستاني" يقضي بتشكيل لواء مسلح من عناصره من دول مختلفة، وربطه بقيادة مليشيات "الحشد الشعبي"، بما فيها قضية تسليح اللواء ودعمه المالي. ويضغط "ائتلاف دولة القانون"، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، على الحكومة الحالية للاعتراف بـ"العمال الكردستاني" كحزب سياسي معارض لتركيا، ولمنحه ترخيص فتح مقرات علنية في بغداد والمدن الأخرى. ولا يخفي العديد من أعضاء الائتلاف الحاكم في بغداد، خلال تصريحاتهم، رغبتهم في التعاون مع "الكردستاني" وتوجيهه لمنع انفصال كردستان عن العراق. وتحول الحزب، خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، إلى المعسكر الإيراني بالكامل، وبات خاضعاً لطهران، التي استطاعت تصعيد العديد من العناصر من ذوي الخلفية العلوية، مثل جميل بايك، لتولي مواقع مهمة فيه، لتدير العديد من الملفات السياسية والعسكرية من خلاله، وتسخيره لتنفيذ أجندتها في المنطقة.