بغداد- العراق اليوم: سنة واحدة فقط، هي مدة تسيد عبد الحسين عبطان على وزارة النقل وكالةً حتى تحولت هذه الوزارة الى واحة للفساد، وعلامة بارزة للفشل والانحراف، وانتهت مسيرة واحدة من أفضل وأكثر وزارات الدولة العراقية نجاحًا الى ان تتحول بسرعة عجيبة الى أكثرها فساداً وفشلًا، إذ أصبحت الآن تنافس أخواتها في حجم السرقات والنهب الذي استشرى للأسف بسبب تسلط ادارات فاسدة وحزبية، ووصول أشخاص لا تأهيل لهم ولا كفاءات اللهم سوى أنهم يلوذون بتلك العمامة، أو يقفون خلف ذاك السيد، كما هو الحال مع صاحبنا (عبطان). اليوم وبعد ان أزيح عن النقل، انتقل عبطان إلى تنفيذ مهمته الأساس، والتي يبدو أنه استوزر لأجلها، نعني بها تدمير قطاع الرياضة والشباب الذي يراه عبطان ومن هم خلفه أنه يشكل قلعة حصينة إمام أمانيهم وطموحاتهم اللا محدودة في السيطرة على كل موارد الحياة العراقية، وإخضاعها لحكمهم القرقوشي ! ومن هنا كانت اللحظة الحاسمة على ما يبدو لعنصر "الحماية" الذي ظل بعيدًا عن الإزاحة التي مارسها العبادي للوزراء الحزبيين، فيما حمت الإرادة السامية للعمامة السياسية عبطان من الإزاحة، فهو صاحب مشروع واضح يراد له ان ينجز، وبالفعل واصل عبطان هذا النهج ببأس شديد، ولا يزال حيث يضرب أهم ركائز استقرار الرياضة العراقية، فأستفرد بقطاع الشباب أيما استفراد، لينتهي الأمر بهذا القطاع اسيرًا للحزبية والإدارة السيئة التي فشلت في كل شيء. وقد يكون هذا الفشل ليس لقلة كفاءة أنما هو مسيرة واستراتيحية تنفذ على خطوات متصلة ! لقد وصل الدور للأولمبية العراقية التي بقيت عصية على الاخضاع ، نظرًا لتصدي رجال الرياضة العراقية البارزين، كالكابتن رعد حمودي والكابتن فلاح حسن وغيرهم من النخب، والأسماء الرياضية الحقيقية والناصعة، وحين عجز عبطان عن اخضاع الأولمبية، وقادة الأولمبية عبر استخدام سياسة العصا والجزرة، ممهداً بذلك بحملة اعلامية ونيابية شارك بها اتباعهم من المرتزقة ظنًا منه أن كل الناس ارانب، او انهم جميعاً يخافون عصاه الحزبية. لجأ للاحتيال القانوني هذه المرة، محتمياً بإحدى سقطات بريمير الشهيرة للاجهاز على الاولمبية العراقية باستخدام سننه وقوانينه، ألم نقل ان الرجل يعمل وفق منهج معد ومدروس ! لقد سبق أن كشفنا تواطئًا جرى بين عبطان ووزير الشباب والرياضة السابق جاسم محمد جعفر حول تفكيك الأولمبية ومصادرتها كاملةً - لكن ييبدو ان الأخير يريد ان يبرأ نفسه من هذه التهمة او الوصمة التي لن ينساها الوسط الرياضي العراقي برمته، فاعلن براءته من هذه (الفعلة) متهمًا عبطان بتدبيرها لوحده، وتنفيذها على ارض الواقع . واشار جاسم في حوار تلفزيوني الى ان عبطان ومساعيه هي التي ارادت الإطاحة بالأولمبية لاسباب تعود له، ولا علاقة له بما جرى ويجري، مؤكدًا ان وزير الشباب والرياضة الحالي هو من دفع بالأمور الى هذا المسار، وأن ما يحدث الآن يهدد الحياة الرياضية في العراق بالشلل التام، فيما لو نفذت الاولمبية الدولية تهديدها بتجميد الرياضة العراقية، وايقاف العراق عن المشاركات العالمية . وكان عضو المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية جميل العبادي، قد قال السبت، بأن الرياضة العراقية لن “تقوم لها قائمة”، مادام رئيس لجنة الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ووزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان هما من يتحكمان بالقرار الرياضي. وقال العبادي في تصريح تابعه (العراق اليوم) إن “مستقبل الرياضة العراقية بقلق مستمر، مادام عبطان، ومحمد جعفر يتحكمان بها”، مبيناً ان “ازمة الرياضة الجديدة هي من صناعة هذين الشخصين ولايمكن حلها الا عن طريق البرلمان بتشريع القانون ومنع عبطان من التدخل بامور الرياضة التي هي ليس من صلاحياته”. واضاف : المكتب التنفيذي وبكل شخوصه لايسعى الى تدويل الازمة الاخيرة وهو على استعداد للاستقالة مقابل عدم تجميد الرياضة العراقية التي عانت الويلات في الولايات الثلاث لجعفر وعبطان في وزارة الشباب والرياضة ، لكن مايخيفنا هو الاعلام في حال تسريب تدخلات الشخصين للجنة الاولمبية الدولية او المجلس الاولمبي الاسيوي، فأن الضرر الذي يلحق بالرياضة العراقية سيكون على عاتق الشخصين”. وبين، “وزارة الشباب والرياضة والى هذه اللحظة لم تحدد موقفها من الازمة الاخيرة باصدار بيان او التحرك للمعالجة، ووقفت موقف المتفرج من الازمة وكأن الامر لايعني الشباب او الرياضة العراقية او انها حققت الهدف الذي كان يسعى له عبطان وهذا مايؤكد سعيها الحثيث في تفعيل قرار بريمر باعتبار الاولمبية كياناً منحلا”. يشار الى ان وزارة الشباب والرياضة بمساعدة رئيس لجنة الرياضة والشباب النيابية قد نجحت في كسب دعوى قضائية اعتبرت فيه الاولمبية ” كيان منحل
*
اضافة التعليق