بغداد- العراق اليوم: تلقت الأوساط الصحافية والإعلامية العراقية، نبأ تعيين شخص يدعى فضل عباس لرئاسة شبكة الإعلام العراقي، بالكثير من الدهشة والصدمة، جراء هذا الاختيار العجيب، حيث لم يسبق لأي إعلامي أو صحافي أو أي قارئ ومتابع أن عرف مثل هذا الاسم أو قرأ له مقالة، أو برز مثل هذا الشخص في محفل إعلامي أو صحافي، أو أنجز مقابلةً ما، أو شارك بمؤتمر إعلامي في العراق وداخله. فكيف إذاً يتسيد مثل هذا الشخص (غير المعروف) لنا، ولغيرنا، مؤسسة يفترض إن تقاد من قبل شخصية إعلامية وازنة، معروفة في الأوساط الصحافية والإعلامية المحلية على أقل تقدير. صحافيون تحدث معهم (العراق اليوم)، عبروا عن صدمتهم لهذا الاختيار الغريب، مؤكدين أن مثل هذه الاختيارات لا تعكس سوى أمرين لا ثالث لهما، أما ان تكتلًا داخل مجلس امناء الشبكة دفع بشخصية من هذا النوع ليسيطر عبره على مفاصلها، أو أن تدخلًا خارجيًا جرى وفرض مثل هذا الخيار (الكارثي). فيما أبدى عاملون في شبكة الإعلام العراقي صدمتهم جراء اختيار شاب مواليد 1977 لم يعرف له أي منجز داخل الشبكة أو خارجها، لرئاسة مؤسسة بحاجة الى خبرة شخص متمرس، وذو كفاءة صحافية استثنائية يعيد عجلة قطار الشبكة إلى مسارها بعد ان دفعها التصارع والتنازع بعيدًا عن الجادة الصحيحة. وأشاروا في حديث لـ(العراق اليوم) بعد ان طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لحساسية الموقف، أن " ما جرى اليوم من اختيار فضل عباس إنما يعكس مدى الاستهانة بإدارة مؤسسة عملاقة كالشبكة، تنفق الدولة العراقية عليها المليارات سنويًا، ويكشف مدى الاستهانة بقدرات الطاقات الإعلامية والأكاديمية المتخصصة في مجال الإدارة الإعلامية والصحافية". ولفتوا إلى أن " هذا الاختيار جرى عن طريق تدخلات حزبية وأجندة لدى بعض الأمناء الذين عملوا جاهدين على تقليص الفرص إمام أي شخصية تمتلك سيرة إعلامية مرموقة، والدفع بشخص غير معروف إلى الواجهة ". متسائلين عن " معايير الاختيار التي تمت، وكيف اقتنع من يفترض أنهم (أمناء) على الشبكة بمثل هذا الشخص، ليقود مؤسسة تخاطب المواطن العراقي والعربي، ويفترض أنها تمثل العراق كواجهة إعلامية وصحافية". ويبدو أن مثل هذه الخيارات والاختيارات إنما تأتي في سياسة الصفقات التي تدار بها الكثير من مؤسسات الدولة العراقية، والتسويات والترضيات التي تستبعد الكفاءات والقدرات وتدفع بمثل هولاء إلى الواجهة في ظروف يعاني البلد من سوء إدارة نتيجة لوصول مثل هولاء إلى مناصب متقدمة دون كفاءات أو خبرة تؤهلهم للجلوس على المقاعد الأمامية، خاصة وان العراق كما يعرف الجميع منجم للأسماء والمواهب والقامات الاعلامية والثقافية المنتجة اللامعة.
*
اضافة التعليق