بغداد- العراق اليوم: بوتيرة متصاعدة تواصل الدول الغربية انحيازها العلني لصالح اربيل في الازمة الأخيرة مع بغداد، وهي تحاول ان تضغط على بغداد من أجل ارخاء قبضتها القوية التي اوشكت على خنق التمرد، وطي صفحته، فبعد المواقف الانحيازية الالمانية، والفرنسية الواضحة، تأتي بريطانيا لتضيف نفسها الى القائمة، وهي تنحاز لمسعود بوضوح لا لبس فيه، لاسباب غير معلومة او واضحة. ويقيناً ان انحياز هذا الكوكتيل الأوربي، لم يأت من أجل "سواد عيون أبو مسرور" إنما هناك مصلحة، ومغريات يتوجب على الحكومة العراقية معرفتها، وابتخرك على ضوء هذه المعرفة.
في البدء يرى مراقبون تحدثوا لـ ( العراق اليوم)، بأن " هذه المواقف المنحازة تعبر عن نجاح لوبي كردي في تغيير بوصلة هذه الدولة، كما أن تباطؤ بغداد في حسم الملف، سيعني المزيد من الخسائر لاسيما في الحلفاء او المؤيدين لاجراءاتها". واشاروا الى " ضرورة حسم الملفات بأي طريقة تضمن لبغداد استعادة قوتها القانونية والشرعية وضرب التمرد، واعادة بسط نفوذها ". في الاثناء أجرت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء اقليم شمال العراق، نيجيرفان البارزاني. وأفاد مكتب رئاسة الوزراء البريطانية، في بيان بأن ًمايً أكدت موقف بلادها من الاستفتاء الذي أجري في 25 أيلول الماضي، وتأييد وحدة العراق. وأبدت ماي ترحيبها بموقف نيجيرفان البارزاني باحترام قرار المحكمة الاتحادية في العراق، وعدم تقسيم البلاد، مشددة على أن بريطانيا ستواصل سعيها لحماية حقوق وهوية الشعب الكردي في إطار الدستور العراقي. وخلال الاتصال الهاتفي، اتفق الجانبان على أهمية الحوار بشأن العلاقات بين أربيل وبغداد والتوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وإدارة المعابر فضلاً عن إعادة فتح مطاري أربيل والسليمانية أمام الرحلات الدولية بأقرب وقت في إطار آلية مشتركة، آملين تحقيق تقدم في هذا الإطار. وأكدت رئيس الوزراء البريطانية، دعم بريطانيا لإقليم كردستان والشعب الكردي في عراق موحد، داعية إلى "مواصلة جهود حكومة إقليم كردستان في القطاع السياسي والاقتصادي والأمني لتقوية مؤسسات إقليم كردستان من أجل خدمة الشعب الكردي". وحول مكافحة الإرهاب، اتفقت ماي مع نيجيرفان البارزاني على "أهمية التنسيق المشترك، لضمان سلامة شعب إقليم كردستان وبريطانيا". وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية عن سعادتها برؤية رئيس وزراء إقليم شمال العراق في لندن قريباً، للتباحث بهذا الشأن بشكل أكثر تفصيلاً وتحقيق تقدم فيه. فيما قال المحلل السياسي أحمد العبيدي تعليقًا على هذا الاتصال، أن بريطانيا ودول أوربية تحاول ان تمسك العصا من المنتصف، وأن تضمن لها نفوذًا في شمال العراق، لاسيما بعد توقف اجراءات بغداد الى هذا الحد. وذكر العبيدي لـ ( العراق اليوم)، " كما علينا ان ننبه الى نقطة جوهرية في هذه التحركات، فهذه الدول ( بريطانيا- المانيا – فرنسا) لديها ملفات عالقة مع كل من تركيا وايران، ولذا هي لا تريد خسارة الورقة الكردية واللعب بها للضغط على أوردغان بواسطتها، لذا لن تتخلى عنها بسهولة أو يسر كما يظن البعض ".
*
اضافة التعليق