بغداد- العراق اليوم: يبدو أن خطاب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الحاد والهجومي في مجلس الجامعة العربية، خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن قرار ترامب القاضي بنقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، قد مس خطًا احمر لدى الكثير من الدول العربية، الأمر الذي دفع بها للانزعاج وعدم الارتياح. هذا الأمر يكشف أن "الجعفري" العراقي الذي يحسبه البعض على المحور الأمريكي، قد سب بالفعل ( العنب الأحمر) كما يقال شعبيًا، وأدى الى انزعاج عربي مشترك، لا لإعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل بل لأن الجعفري مس ثوابت عربية لا يمكن التضحية بها حتى لو كان الثمن القدس، بل وفلسطين كلها. فقد علق الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، على تحفظ العراق ولبنان على قرارات اجتماع الوزراء العرب، بأن من حق أي دولة عربية أن تعترض أو تتحفظ على أي قرار للجامعة العربية. وأضاف "زكي"، في حديث لفضائية "سي بي سي" المصرية، أن نقاشات وزراء الخارجية العرب استمرت لأكثر من 7 ساعات، وصفه بأنه "كان نقاش حي ومثمر". وأوضح أن "وزير خارجية العراق كان يتحدث عن رفع السقف في الإجراءات التي يتم الإعلان عنها، والتحرك الذي تقوم به الدول العربية وأن الصوت الآخر كان يقول دعونا ننتظر لأنها معركة دبلوماسية وتحتاج لوقت". وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أنه كان هناك دعوات لمقاطعة أمريكا اقتصادياً، ولكن هناك عدداً من الدول لها علاقات اقتصادية واستراتيجية عميقة مع الولايات المتحدة، وأنه ليس من السهل على الدول العربية مقاطعة أمريكا. وأبدى وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري تحفظه على القرار العربي الذي صدر في اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة، فيما جوبه مقترح عراقي يتضمن اتخاذ اجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته القدس بالرفض. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد محجوب، قال في بيان إن "الوزير إبراهيم الجعفري أبدى تحفظه على القرار العربي الذي صدر في اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة". وزاد أنه "تم رفض مقترحٌ عراقيٌ يتضمن اتخاذ اجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته القدس الشريف" .
وأضاف محجوب أن "الجعفري أعرب عن أسفه لرفض المقترح العراقي وضعف القرار العربي (المعتمد) لكونه دون المستوى المطلوب ولم يرتق لحجم التهديد الذي تواجهه القدس الشريف"، مشيراً إلى أنه "دعا الدول العربية إلى اتخاذ مزيد من الاجراءات السياسية والاقتصادية التي من شأنها حماية القدس" . وأكد محجوب أن "موقف وفد وزارة الخارجية العراقية جاء منسجماً مع تطلعات شعب وحكومة جمهورية العراق وآمال الشعوب العربية بنصرة القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات التي تواجهها" .
من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي رزاق عبد الائمة إن "البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب بخصوص القدس كان مخيباً للآمال، حيث أنه لم يجاري حتى مواقف شعوبهم من خلال التظاهرات الغاضبة التي شهدتها أغلب الدول العربية ضد القرار الأميركي" . وأوضح عبد الأئمة أن "الموقف العربي الذي عكسه وزراء الخارجية العرب للأسف كان هزيلاً جداً، وهذا يصب في صالح اسرائيل"، مبيناً أن "الرئيس الأميركي سيلحق بقراره الذي أصدره اجراءات أخرى وقرارات لصالح اسرائيل ضد العرب والمسلمين".
واختتم وزراء الخارجية العرب أمس السبت، اجتماعهم الذي عقد في القاهرة بشأن اعتبار واشنطن مدينة القدس عاصمة اسرائيل، وتضمن البيان الختامي التأكيد على أن قرار واشنطن باطل وخرق خطير للقانون الدولي ويقوض حل الدولتين ويعزز العنف.
*
اضافة التعليق