بغداد- العراق اليوم:
نشرت شبكة CNN مقالا بقلم العقيد الاميركي المتقاعد دانيال ديفيس، تبين رؤيته حول الخطوة القادمة للولايات المتحدة الاميركية لاخراج تنظيم داعش من معقله في مدينة الرقة السورية، بالتزامن مع استمرار القوات العراقية والبيشمركة في معركته لاستعادة الموصل من سيطرة التنظيم.
وكتب ديفيس، ان نية اميركا لدفع تنظيم داعش خارج معقله في مدينة الرقة السورية، تاتي بالتزامن مع "تقدم قوات الأمن العراقية ومقاتلي قوات البيشمركة الكوردية في تحركهم نحو الموصل. ولكن من منظور تكتيكي واستراتيجي وسياسي، "خطة الحملة" هذه التي تبدو صارمة مبنية على أرضية من الرمل، وفرصة نجاحها ضئيلة. ويحتاج الأمر إلى تحليل بسيط لكشف أسباب ذلك".
وقال "حاليا في الموصل، يوجد تحالف عسكري "مرقّع" يتقدم ببطء وثبات في جهوده لاستعادة السيطرة على المدينة العراقية في وجه مقاومة شديدة من داعش. حتى الآن، تركزت العملية حول تطهير القرى الصغيرة المحيطة بالموصل لعزل داعش في مدينة السليم وتمهيد الطريق للقتال داخل المدينة الذي لم يحل أوانه بعد".
واضاف: "قبل بدء المرحلة القتالية الصعبة في الموصل، أعلن مسؤولون أميركيون بالفعل عن الشروع في معركة في الرقة. وإذا تحدثنا من الناحية العسكرية فعليا، فإن توسيع المعركة لتشمل معقل داعش السوري قبل النجاح في الموصل ليس قراراً حكيما".
ويرى الكاتب فان التحديات التي تواجه القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق فقط لاستعادة السيطرة على الموصل هي كبيرة. ويبدو أن عناصر التنظيم لن يرحلوا بهدوء وقرروا القتال حتى الموت.
وتابع بالقول انه "وفي الوقت نفسه، هناك بالفعل توتر بين قوات الأمن العراقية والميليشيات الشيعية والميليشيات السنية وغيرها من القوات المقاتلة الأصغر، وظهرت تقارير عن عمليات إعدام ميدانية، بحق المدنيين المحررين من سيطرة داعش، ما يهدد بدفع القوات المسلحة الشيعية للدخول في مواجهة صِدامية مع القوات السنية والكوردية".
واوضح الكاتب انه "مما يُفاقم المشكلة، أن تركيا لا تزال ضمن الضيوف المسلحين بالمدرعات غير المدعوين - وغير المرغوب فيهم – في الأراضي العراقية، حيث تزعم أنقرة أنها ستشارك بهذه القوة في الموصل إذا لم تسر الأمور كما تريد، بصرف النظر عما تقوله بغداد. وهذا يُصعّب حياة الولايات المتحدة، إذ أن معظم الضربات الجوية لدينا في سوريا تنبع من قاعدة جوية تركية في إنجرليك".
وحسب اعتقاده انه "وبصرف النظر عن مدى تعقيد هذه العوامل لمعركة صعبة بالفعل في الموصل، التحديات التي تنطوي عليها معركة الرقة هي أكبر من ذلك، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتركيا".
واشار ديفيس في مقاله الى التنسيق الجاري بين الولايات المتحدة وتركيا حول كيفية الحفاظ على الضغط على عدوهم المشترك داعش بحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، من إن واشنطن دعت جميع الأطراف في هذا النزاع إلى التركيز على داعش سواء كان ذلك من قبل وحدات حماية الشعب الكوردية (YPG) أو القوات السورية والعربية أو الكوردية الأخرى، أو القوات التركية. الا ان تركيا رفضت مشاركتها في عملية الرقة إذا كانت وحدات حماية الشعب الكوردية ستكون موجودة في المعركة المدعومة من واشنطن لإخراج داعش من الرقة.
وختم الجنرال المتقاعد مقاله قائلا "من منظور استراتيجي، دعم واشنطن للعمليات في الموصل والرقة في وقت واحد، هو مقامرة صريحة، على الجبهتين الدبلوماسية والعسكرية على حد سواء. الوضع الأمني في سوريا والعراق في حالة يرثى لها إلى حد كبير، بسبب القرارات التكتيكية غير المناسبة من قبل الولايات المتحدة والغرب"، مشيرا " حتى يتم العثور على مثل هذا التركيز، فمن المرجح أن تلك المناطق التي مزقتها الحرب ستظل تعاني من دورات العنف، وستستمر الولايات المتحدة في عدم تحقيق أهداف الأمن القومي الحرجة".