بغداد- العراق اليوم: يبدو السؤال منطقيًا للغاية، حول امكانية تفكيك امبراطوريات الفساد العظمى الناشئة في بغداد، والتي اخذت بالنمو التدريجي منذ اعوام، واصبحت الان قوى تمتلك الحضور المالي والسياسي والاعلامي، وحتى الضغط الشعبي، حيث باستطاعتها تظليل الشارع وتحريكه. هذا السؤال لا يزال اكبر الاسئلة المحيرة، والتي يدور حوله الكثير من التكهنات، ويترك المدى مفتوحًا للمزيد من التسريبات، هل ستقتصر الحملة على صغار الموظفين، وبعض الشخصيات المتورطة بملفات فساد، وسيترك الفساد الاعظم عند كبار الشخصيات. هل سيقتحم العبادي اسوار المناطق المحصنة، ويخرج الفاسدين المتحصنين خلفها، وهل سنرى ان احزابًا وقوى سياسية نافذة اليوم ستعزل جراء تورطها بملفات الفساد. هل سيفتح العبادي ملفات الوزارات التي امتصت مليارات الدولارات، والجهات التي جاءت بوزراء ثبت فيما بعد فسادهم وتلاعبهم بالمال العام، هل سنرى فتحًا لملف وزارة الكهرباء وعقودها المليارية، هل سنعرف كيف تورطت احزاب سنية كبيرة في هذا الملف، وهل سيفتح العبادي ملف وزارة التجارة الذي يعد واحداً من ابرز الملفات التي استنزفت الموارد المالية للبلاد، هل سيفتح ملف عقود وزارة الدفاع في الحكومات السابقة، وصفقات التسليح ، وهل سيفتح ملف وزارة التربية وعقودها المليارية، هل سيفتح ملف البنوك والمصارف الاهلية التي انتشرت كالنار في الهشيم؟ هل سيفتح ملف وزارة النفط وكوارثها التي ستطيح بالآف الرؤوس الفاسدة، هل سيفتح ملف وزارة النقل والمصائب التي لا تزال ترتكب فيها، تحت مرأى ومسمع الجميع، ودون ان يحرك احد ساكناً. هل سنرى فتحًا لملف عقارات النظام السابق، ومن هي الجهات التي استولت عليها، هل سيفتح ملف البصرة وكوارثه، حيث تهريب النفط واستغلال الموانئ. هل سيفتح ملف مسعود برزاني وعصابته التي استحوذت على المليارات من الدولارات ونقلتها للخارج، ولا تريد ان تعترف بهذا، وتأبى ان تخضع لأي تحقيق او مساءلة، انها ملفات جسام جدًا، وبحاجة الى مواجهة صلبة معها، وقد تقود الى ما تقود اليه، لكنها مطلوبة في اي عملية اصلاحية، او عملية تطهير لمؤسسات الدولة، فمثل هذه الملفات وغيرها الكثير من الملفات الاخرى. انما هي ارث متراكم يجب ان يجد من يواجهه، ويدفع ثمن هذه المواجهة، ولنكن متفائلين، فالعبادي الآن في وضع يحسد عليه، ومعه زخم جارف، ينبغي ان يستثمره، ويطيح بكل هذه الرؤوس، ويعلنها حربًا بلا هوادة على مافيات الفساد. ان اسطورة الفساد اصبح قوة لا تقهر، انما هي جزء من حملة الفاسدين المضادة، نعم هم يملكون كل ما ذكرنا، وبالمقابل الدولة تمتلك كل مقومات القوة والنجاح، فهي تمتلك الشرعية، والدافع القانوني، والحق الجزائي، والتأييد الشعبي والرسمي والدولي، وما بيد الفاسدين الا اوراق صفراء ستحرقها رياح الحرب على الفساد ان هبت في القريب العاجل .
*
اضافة التعليق