بغداد- العراق اليوم:
بدأت القوات العراقية استخدام سلاح جديد في حربها مع تنظيم داعش، تمثل بحرب نفسية لتقديم الدعم المعنوي للمقاتلين العراقيين، وتشجيع السكان المحليين للانتفاض على التنظيم. وقال ضابط في معهد التطوير الأمني والإداري التابع لوزارة الداخلية العراقية إن المعهد أرسل 100 محاضر نفسي إلى جبهات القتال في الموصل، لتنفيذ خطة عمل متكاملة أعدتها الوزارة لتقديم الدعم المعنوي للقوات العراقية، مؤكداً أن هذه الخطة تمثل خطوة ضمن المعركة النفسية التي بدأتها التشكيلات المقاتلة في الموصل. وأضاف "بعد أن حصلت الوزارة على تقارير ميدانية، تفيد بأن معركة الموصل لن تحسم بشكل سريع، كما حدث في معارك سابقة في الفلوجة والرمادي وتكريت، قررت القيادات الأمنية إرسال ضباط محاضرين مختصين بعلم النفس إلى جبهات القتال لرفع معنويات المقاتلين الذين بدأ كثير منهم يخشى من طول المعركة واحتمال فشلها"، مبيناً أن فريق الدعم النفسي باشر منذ وصوله إلى قاعدة القيارة جنوب الموصل بإلقاء محاضرات، وتوزيع منشورات تحث الجنود على القتال.
وقال العقيد في الشرطة الاتحادية العراقية، حيدر الغالبي، إن فريق الدعم النفسي، الذي وصل إلى القيارة أمس السبت، سيمارس مهمات جديدة تعطي زخماً معنوياً للمقاتلين في الموصل، موضحاً أن جميع المحاضرين، الذين أرسلهم معهد التطوير الأمني في وزارة الداخلية، ضباط يحملون شهادات بكالوريوس في علم النفس، ودبلوم عالي في العلوم العسكرية. وأضاف "جميع جيوش العالم تعتمد على الدعم المعنوي والنفسي أثناء المعارك، لمنع الانهيار، والتأثير على وحدة وتماسك العدو"، مشيراً إلى قيام الفريق الجديد بنصب إذاعات محلية موجهة إلى الأحياء السكنية التي لا تزال تحت سيطرة "داعش"، من أجل تحريض السكان المحليين على التعاون مع القوات العراقية، وإرشادهم أولاً بأول إلى الطرق الآمنة، والإجراءات التي يجب عليهم القيام بها، أثناء تقدم القطعات العسكرية.
وأشار الغالبي إلى قيام فريق الدعم النفسي بتزويد عناصر القوات العراقية، من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب الذين انقطعت عنهم خطوط الاتصال، بمعلومات عن الانتصارات التي تتحقق في قواطع أخرى، والأنباء التي ترد عن هروب قيادات تنظيم "داعش" باتجاه الحدود السورية والصحراء التي تربط الموصل بمحافظتي صلاح الدين والأنبار، مؤكداً أنه ستظهر للخطة الجديدة نتائج ملموسة خلال الايام المقبلة.
ودعا البرلمان العراقي، أخيراً، إلى شن حرب إعلامية على "داعش"، أثناء معركة الموصل، وإبراز الانتصارات التي تحققها القوات العراقية. وطالب نائب رئيس البرلمان، همام حمودي، بتفعيل الحرب الإعلامية على تنظيم "الدولة الإسلامية"، خلال معركة الموصل، من خلال تنشيط عمل وسائل الإعلام، مشدداً، في بيان، على ضرورة تسليط الأضواء على مشاهد الانتصارات، وفضح الممارسات العدائية التي تطلقها بعض الأصوات المأجورة.
وفي سياق متصل، قال أستاذ الاستراتيجيا في جامعة النهرين، غسان الخفاجي، إن الحرب النفسية قد تأتي بنتائج أكبر بكثير من حرب الصواريخ والمدافع والدبابات، مؤكدا أن الحرب النفسية يجب أن تأخذ جانبين، الأول موجه للقوات العراقية والسكان المحليين، من خلال حثهم على التعاون والتماسك بوجه "داعش"، حتى تحقيق النصر، والثاني يوجه للعدو من خلال إيهامه بانتصارات واستعراضات وأحاديث عن قوة عسكرية هائلة قادرة على تدميره. وأضاف "لقد أثبتت الحروب النفسية نتائج ملموسة في تجارب سابقة، لا سيما إذا كانت موازية لحرب حقيقية على الأرض"، مبيناً أن الحربين يمكن أن تؤديا إلى إقناع الخصم على أنه مهزوم لا محالة، ولا بد له أن ينسحب، أو يبحث عن جبهة أخرى.