بغداد- العراق اليوم:
(على هامش اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر في كربلاء أمس الأول , تمّ مناقشة مشاركة فصائل الحشد الشعبي في الانتخابات القادمة , والمقصود بفصائل الحشد الشعبي هي بدر والعصائب والكتائب والنجباء وباقي فصائل الحشد الأخرى , ويبدو أنّ رغبة أمريكا والسعودية بمنع هذه الفصائل من المشاركة بالانتخابات البرلمانية القادمة باعتبارها من وجهة نظر أمريكا والسعودية فصائل تابعة لإيران والخوف من أن يكون لها دورا قادما في العملية السياسية وتشكيل الحكومة القادمة , قد التقت مع رغبة العبادي والصدر ومعظم القوى السياسية السنيّة في منع هذه الفصائل من الوصول إلى قبة البرلمان العراقي , ورئيس الوزراء حيدر العبادي ومقتدى الصدر يعلمون جيدا أنّ دخول هذه الفصائل في قائمة واحدة سوف تكتسح أصوات الناخبين العراقيين دون منازع بفضل ما قدّمته هذه الفصائل من تضحيات جسام بالدفاع عن بغداد وكربلاء والنجف وسامراء يوم أصبحت داعش على أبواب بغداد , وبفضل السمعة التي اكتسبتها هذه الفصائل وما حققته من انتصارات أبعدت خطر داعش عن بغداد والمدن المقدّسة , ولولا هذه التضحيات العظام التي قدّمتها هذه الفصائل المجاهدة بالدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات , لما تحقق هذا النصر المؤزّر على الإرهاب ولما هزمت داعش , ويبدو أيضا أنّ هاجس مشاركة هذه الفصائل في الانتخابات القادمة , يقضّ تطلعات الحليفين حيدر العبادي ومقتدى الصدر بتشكيل الحكومة القادمة ومنع غريمهم نوري المالكي الذي يحظى بدعم هذه الفصائل , ويبدو أيضا أنّ هذا اللقاء قد وضع حجر الأساس لتحالف سياسي قادم باتت ملامحه واضحة . فجميع المؤشرات على الأرض تؤكد أنّ المعركة الانتخابية القادمة ستكون بين قائمتين رئيسيتين , إحداهما يقودها رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي والأخرى يقودها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي , وبكل تأكيد أن تحالف رئيس الوزراء سيكون مدعوما من قبل أمريكا والسعودية وأغلب القوى السياسية السنيّة وبعض القوى السياسية الكردية إضافة إلى عمار الحكيم وأياد علاوي , وبالمقابل فأنّ التحالف الآخر الذي يقوده زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي سيكون هو الآخر مدعوما من كل فصائل المقاومة الإسلامية وبعض القوى السياسية السنيّة والكردية إضافة إلى باقي مكوّنات دولة القانون التي لا زالت تدين بالولاء للزعيم المالكي والمجلس الإسلامي الأعلى , وبكل تأكيد فإنّ إيران ستدعم هذا التحالف بقوة , نعم القانون لا يجيز من هو مسّجل بشكل رسمي في هيئة الحشد الشعبي الذي هو جزء لا يتجزأ من القوّات المسلّحة العراقية بالمشاركة بالانتخابات ما لم يستقيل من الحشد , وهذا ينطبق على رئيس هيئة الحشد الشعبي ونائبه وأمراء ألوية الحشد المسجلين رسميا , لكنّ هذا لا ينسحب على المتطوعين غير المسجلين رسميا بالحشد الذين هبوّا للدفاع عن بلدهم ومقدّساتهم يوم أصبحت داعش على أبواب بغداد , فالحاج هادي العامري وأحمد الأسدي وفالح الخزعلي وغيرهم من النوّاب هم سياسيون ولدى بعضهم كتل سياسية كبيرة في مجلس النوّاب العراقي كتنظيم بدر , وأحزابهم مسجلة في مفوضية الانتخابات كأحزاب سياسية قبل دخول داعش إلى العراق , ولا أحد يستطيع أن يمنع هذه الفصائل من المشاركة بالانتخابات القادمة تحت أي ذريعة , والشعب العراقي يعلم جيدا من هم الذين حمو بغداد وكربلاء والنجف وسامراء من السقوط بيد داعش , وما تتمناه أمريكا والسعودية ومن يتّفق مع رغبتهم في منع الفصائل الإسلامية من المشاركة بالانتخابات القادمة والدخول إلى قبة مجلس النوّاب القادم والمساهمة في الحياة السياسية وتشكيل الحكومة القادمة , ستقوضها إرادة أبناء الشعب العراقي الرافض للأجندات الأمريكية والسعودية).
أياد السماوي
*
اضافة التعليق