بغداد- العراق اليوم:
بعد ان تلقوا عروضاً مغرية من قبل شركة الخطوط الجوية العراقية عبر تخفيض أجور السفر جواً الى بيروت، تفاجأ مواطنون عراقيون ان هذه العروض لم تكن سوى خدعة ليس الا.
وبحسب معلومات خاصة وردت لـ (العراق اليوم) من صالة مطار بغداد في هذه اللحظة، أن هناك " مئات الركاب- من شيوخ ونساء واطفال -عالقون في الصالة الخارجية لمطار بغداد الدولي منذ ساعات طويلة، بعد ان حجزوا مقاعدهم للسفر الى العاصمة اللبنانية بيروت، في توقيتات محددة، ولم يكن احد فيهم يتوقع ان هروبه من اختناق العاصمة بغداد، وقطع اوصال الشوارع، سيدفع به الى متاهة اشد تعباً وارهاقاً، ناهيك عن الحالات المرضية التي يروم اصحابها العلاج في مستشفيات بيروت المتقدمة. ولعل الأشد الماً ان هناك اكثر من اربعين طفلاً جاءوا مع عوائلهم الى المطار منذ الصباح، وهم الان يتصارخون، بعضهم يبكي من الجوع والبعض الآخر يصرخ من الضجر، اذ لا يمكن لك ان تحبس عصفوراً في قفص كل هذه الساعات الطوال !
ان ادارة شركة الخطوط الجوية التي لم تفكر توفير طائرات كافية لاستيعاب هذا العدد من المسافرين ليست مؤهلة لأن تظل في موقعها، إذ كان عليها ان تخطط، وتحسب، ثم تفكر بمثل هذه العروض، وأحسن تعليق سمعته من احدى المسافرات، وهي تقول بألم:
هسه آني شخلاني اوافق على السفر، وأطلع، مو آني كاعدة ابيتي، طلعا ارواحنا من خشومنا الله يطلع ارواحهم !
بعض المسافرين اشاروا الى أن " اليوم الاحد كان من المفترض ان يشهد سفر خمس رحلات باتجاه بيروت الا ان الشركة لم تقم الا بسفرة واحدة فقط، فيما بقيت العوائل عالقة في القاعة الخارجية بانتظار الفرح منذ ساعات طويلة، وسط تذمر واضح".
والمصيبة ان الشركة قطعت تذاكر لعشر رحلات الى بيروت يوم غد الإثنين، فكيف ستدبر الأمر اذا كانت قد فشلت بتسفير خمس رحلات؟!
هذا وحمل المواطنون وزير النقل الحالي كاظم الحمامي ومدير شركة الخطوط الجوية العراقية مسؤولية هذه المهزلة، مطالبين بفتح تحقيق حكومي بهذا الشأن، وكذلك فتح الصالات الداخلية لاستقبال المسافرين العالقين على الاقل كاجراء سريع لمعالجة هذه المشكلة التي أوقعتهم بها الشركة ووزارة النقل.
*
اضافة التعليق