ازمة اربيل تدفع شركات البترول العالمية للاتفاق مع بغداد

بغداد- العراق اليوم:

تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية، موضوع تداعي المجال الاستراتيجي لاستثمار طاقة اقليم كردستان، من نفط وغاز، بعد عقد الاقليم لاستفتاء استقلاله، سبتمبر الماضي.

حسب تقرير الصحيفة منذ عدة سنوات سعى اقليم كردستان، لفصل علاقاته التجارية النفطية والغازية، عن علاقات حكومة بغداد المركزية، بعرضه اتفاقيات استقطاب الشركات الانتاجية الاوروبية. لكن في سبتمبر الماضي، تسبب الاقليم بخسارته لاهم مصادره الاستثمارية المحلية، وكانت نتيجة الاستفتاء هي استرجاع الحكومة المركزية لسيطرة المناطق المتنازع عليها، واستعادتها لسيطرة الابار النفطية، مؤديا ذلك لتراجع القطاع النفطي الكردي بشكل كبير.

سبب هذا التراجع الملحوظ، ازدياد الشكوك العالمية حول فرصة نجاح دولة اقليم كردستان مستقلة، معتمدة على الطاقة النفطية والغازية بشكل رئيسي، حيث ان مبيعات نفط الاقليم الحالية، غير قادرة على مواكبة التخيلات الكردية المبنية على انشاء دولة مستقلة.

وقال “ايهم كامل” متحدث الشرق الاوسط لمجموعة “يور-أسيا”: “ان تصديق الاكراد لامكانية صمود الاقليم اقتصاديا في ظل هذه الارباح الضئيلة، غير معقول”.

بعد انتهاء احداث عام 2003، سعي الاكراد لاستغلال انعدام وجود الدكتاتور السابق “صدام حسين”، بتقديمهم العروض التجارية لمختلف الشركات الاجنبية النفطية، حيث وجدت الشركات عروض الاقليم صفقة مربحة، في ظل تقديم الاقليم لشروط قليلة، ومساحة انتاجية كبيرة، مع ضمانات مغرية.

لكن بعد تتابعات استفتاء استقلال كردستان، تراجعت الشركات النفطية الضخمة، تاركة الشركات الصغيرة التي لا زالت تمر بالعديد من العقبات، في عمليات تنقيبها للمصادر النفطية في سهول الاقليم، بالاضافة الى شكوى بعض الشركات الاوروبية من عمليات سرقة واحتيال الحكومة الكردية فيما يتعلق بعدم دفع مخصصات الشركات المنتجة او اجرة عمل موظفيها.

من جانب اخر، لم تتوافق افكار كل من الحكومة المركزية والكردية، فيما يتعلق بمشاركة نسب الارباح النفطية، قال “بيل فارن” رئيس شركة “بترول بوليسي انتلجنس” للبحث والتسويق: “خسر كردستان ضمان حياته النفطي، بسبب استفتاء الاستقلال”.

في حين ترغب حكومة بغداد بإشراف شركة “بريتيش بتروليوم”، وهي اكبر ثالث شركة نفط في العالم، على حقول نفط مدينة كركوك، حين أكد المتحدث بإسم الشركة، لقاء الشركة مع وزير النفط العراقي، بعد سيطرة حكومة بغداد على حقول كركوك مباشرة.

وفي ختام تقريرها نوهت الصحيفة الى ان “شركة “بريتش بتروليوم” ستعمل على استخراج اكبر كمية من خام نفط كركوك بشكل يومي، لن تحسن هذه العملية من ارباح النفط العراقي فحسب، بل ستحسن ايضا من الحالة الاقتصادية لابناء كركوك، وسيتطور العراق اقتصاديا بالتعاون والمصالح المشتركة بين العرب والاكراد”.

 

علق هنا