ما الذي يجري في كركوك ومخمور وفيشخابور الآن، ولماذا تخفي الحكومة حقيقة الأحداث هناك ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد اكثر من عشرة ايام على بدء عملية فرض القانون والدستور في كركوك والمناطق المتنازع عليها، لا تزال الكثير من المعلومات عن الاوضاع هناك مفقودة، والروايات والاخبار شحيحة، ونهاياتها سائبة، إذ يجري التعامل مع الأمر على انه سر، لا يملك احد حق افشائه!.

ولا نعرف حقيقة الامور هناك، وما يجري على الارض، لكننا نفاجئ بين ساعةً واخرى، بخبر هنا عن هجوم تنفذه عصابات البيشمرگة المنفلتة ضد القوات الاتحادية، وعن اشتباك محدود هناك، وعن مهلة تتلو  مهلة أخرى تعطيها بغداد لمجموعات هلامية، ولعل الاعتراف الوحيد بوجود اشتباكات واطلاق نار كان من مسعود ذاته، حين دعا في بيان مقتضب صدر عنه الى وقف فوري (لاطلاق النار)! وهو الامر الذي يعترف صراحةً ان الرجل يقود حربًا على الارض.فيما لا تزال بغداد تقفز من مواجهة اسئلة الصحفيين، واسئلة المواطنين، التي تبحث عما يجري هناك بالضبط؟.

ولعل السؤال الأهم، هو من يفرض سيطرته داخل كركوك الآن، أهل هي القوات الاتحادية، ام ان بيشمرگة الاتحاد الوطني تسيطر- كما قال كوسرت رسول- ام هو طرف ثالث لا نعرفه؟

وماذا عن مخمور، هل دخلتها القوات الاتحادية مثلاً، ام انها ترابط على اطرافها، ومن الذي نفذ الهجوم الدامي ضد القوات المسلحة، وادى الى استشهاد وجرح العديد من افراد القوات الاتحادية؟

كما ان المواطن يريد ان يعرف عن الذي يجري في معبر فيشخابور الحدودي، وهل وصلته القوات الاتحادية، وتسلمته من البيشمركة ام ان امره لم يحسم لغاية الان، ولماذا لم يحسم حتى هذه اللحظة، خاصة وإننا سمعنا ان مهلة جديدة منحتها الحكومة الاتحادية اليوم لحكومة الاقليم لتسليم معبر فيشخابور الحدودي، ثم لماذا تكرر بغداد تمديد المهل كل يوم، وهل هناك امر ما يحول دون بسط نفوذ القوات العسكرية العراقية عليه؟.

انها اسئلة حائرة لا تجد اجابات شافية، لا سيما وان الدوائر الرسمية لا تزال ترفض الافصاح عن المزيد من المعلومات بشأن التطورات الجارية، بما في ذلك الهجمات المتكررة في مختلف المناطق ضد قوات الجيش العراقي، والقوات الاخرى، فهل هي انباء كاذبة تروجها وسائل اعلامية كردية كقناة ورداوو وكرد ٢٤ وغيرها، ام ان هذه  الهجمات حقيقية، يجري التكتم على هوية القائمين بها؟.

وهل ياترى ان من يهاجم القوات الحكومية الآن عصابات كردية منفلتة، ام انها تلك القوات الكردية التي تدعمها المانيا وفرنسا بالمال والسلاح، ام هي طرف ثالث.

ثم اين عناصر الpkk الذين نشرهم مسعود قرب ابار النفط عشية الاستفتاء، وهل ان هذه الهجمات تصدر منهم ام من  مرتزقة تابعين لشركات امنية تعمل مع الشركات النفطية الاجنبية التي جلبها مسعود في وقت سابق للاستيلاء على نفط كركوك؟.

عشرات الاسئلة، لكن السؤال الاهم منها جميعًا هو : لم تقف بغداد موقف المتفرج ازاء تلك الهجمات، ولماذا لا تتخذ اجراءات سريعة ورادعة بحق مرتكبيها، لا سيما وانها تهدد باشعال تمرد هناك، اذا ما  رأت هذه الجماعات المنفلتة تراخياً  من حكومة بغداد، او  انها شعرت بأن الحكومة الاتحادية سترضخ للامر الواقع، او لاسمح الله انها لا تقوم بما يجب عليها القيام به تجاه حماية قواتها المنتشرة هناك.

ما المطلوب الآن فعله؟

نعتقد ان المطلوب فعله، تسمية ناطق بأسم عمليات فرض القانون، وليكن شخصية اعلامية مدنية، لا عسكرية لتجنب استفزاز الاخر، ومطلوب ايضاح صورة الموقف، ونوعية الاعتداءات وبيان نوع الرد المتخذ او الذي سيتخذ، او سبب الاحجام عن اتخاذه على الاقل، لاطلاع الشارع بحقيقة ما يدور، لأن الاسئلة التي بدأت همسًا صارت حديثًا مسموعًا، ونخشى ان يتحول الى جلبة قد تفسد صوت الانتصار ان استمر الغموض سيدًا للموقف كما هو الان !

علق هنا