أعالي الفرات ...المعركة الفاصلة لمحو داعش من الخارطة العراقية

بغداد- العراق اليوم:

وصلت آخر الوحدات العسكرية العراقية إلى مشارف مدينتي راوة والقائم، آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي بالعراق، غرب الأنبار، على الحدود مع سورية، في مؤشر إلى قرب بدء الهجوم المرتقب الذي تستعد بغداد له منذ نحو ثلاثة أسابيع. ودفعت بغداد بوحدات من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب وفصائل من "الحشد الشعبي" وقوات العشائر لشن الهجوم. مسؤول عسكري عراقي اكد ، إن "نحو 20 ألف عنصر من القوات العراقية المشتركة جاهزون لبدء الهجوم تحت مظلة واسعة من طيران التحالف الدولي"، مؤكدا أن "القوات المشتركة ترابط على بعد 5 كيلومترات من القائم ونحو 3كلم فقط من راوة وتفرض طوقا عسكريا حول المدينتين. وعن توقيت بدء الهجوم، قال إنه "قريب جدا". ويتوقع الخبراء أن تكون معارك أعالي الفرات شرسة مع تنظيم "داعش" بعد تدفق مزيد من عناصر التنظيم من الأراضي السورية نحو العمق العراقي. وقال العقيد محمد الدليمي، من قيادة عمليات الأنبار، إن "الاستعدادات جاهزة للهجوم، وننتظر أوامر بغداد "، مبينا أنه "بالوقت الحالي المعلومات المتوفرة تؤكد وجود ما بين 60 إلى 80 ألف مدني في كلا البلدتين، ونحاول أن نوفر لهم ممرات آمنة خلال الهجوم". من جهته، اعتبر الخبير العسكري جاسم الدليمي، أن "معارك أعالي الفرات تمثل الحد الفاصل في القضاء على تنظيم داعش في العراق، ومن المتوقع أن تكون من أشرس المعارك، بسبب المناطق الصحراوية الشاسعة والمليئة بالوديان والكهوف والتضاريس الوعرة التي يتخذها التنظيم ملاذا لعناصره ومنطلقاً لعملياته الإرهابية". ولا زالت مناطق أعالي الفرات تشكل خطراً على مدن الأنبار التي تمت استعادتها من قبل القوات العراقية، بدءاً من شمال غرب مدينة هيت، حيث البساتين والمناطق الزراعية الكثيفة، نحو شمال حديثة، في الهضاب والمناطق الصحراوية الوعرة، وصولاً إلى مناطق شمال وشمال غرب عنه وراوة حتى مدينة القائم الحدودية. ويشن تنظيم "داعش" بين آونة وأخرى هجمات بمدافع الهاون على التي استعادتها القوات العراقية أو يزج عناصره المدججين بالأحزمة الناسفة لاقتحام المدن المذكورة، ما يتسبب بسقوط عشرات المدنيين والعسكريين بين قتيل وجريح. وتوقعت قيادة العمليات المشتركة في بيان سابق، أن تكون معارك أعالي الفرات شديدة الضراوة مع تنظيم "داعش" نتيجة تمركز عناصر "داعش" في الأراضي العراقية المحاذية لسورية. وقال العميد يحيى رسول، في البيان، إن "الاستعدادات جارية من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي لخوض معارك أعالي الفرات التي من المتوقع أن تكون شرسة لكنها ستحسم لصالح القوات العراقية في النهاية". وتابع رسول: "هناك تنسيق مشترك بين القيادات العراقية والسورية بهذا الشأن بهدف منع تدفق عناصر التنظيم من الأراضي السورية نحو الأراضي العراقية عبر تعزيز قدرات حرس الحدود باستخدام نظم المراقبة المتطورة والطائرات المسيرة لمراقبة الحدود".

علق هنا