بغداد- العراق اليوم:
لم يعد لعناصر داعش ملاذ آمن في تلال حمرين، فالتقارير تؤكد انهيارهم وفقدانهم لإمكانية التحرك والاختباء جراء الحملات العسكرية المكثفة والغارات الجوية.
وكانت داعش قد استغلت وعورة هذه المنطقة للانتشار على مساحة شاسعة بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك للاختباء والتخطيط لهجمات نوعية من مخابئها على المدن المجاورة.
وأوضح العقيد غالب العطية وهو مسؤول الإعلام في شرطة ديالى أن تلال حمرين لطالما شكلت هدفاً حيوياً للتنظيم، ذلك أن تضاريسها وانتشار البساتين فيها يجعلها مكاناً ملائماً للمسلحين للتواري عن الأنظار وإعادة تنظيم صفوفهم.
وتابع بالقول "لكنها اليوم لا تعتبر منطقة آمنة لعناصر التنظيم ولا سيما لأولئك الفارين من معارك التحرير".
وأكد "قواتنا وبالتعاون مع قيادة عمليات دجلة والجيش والمقاتلين المحليين، شنت العديد من العمليات العسكرية لتطهير المنطقة من الإرهابيين وتدمير مخابئهم ومعسكراتهم". وأعلن أن هذه العمليات "حققت نجاحات كبيرة".
عمليات تمشيط أمنية في حمرين
وتابع أن "آخر هذه العمليات كانت في 9 أيلول/سبتمبر الجاري، حيث تمكنا من قتل 14 إرهابياً يرتدون أحزمة ناسفة ونسف أربعة مخابئ تستخدم لإعداد الانتحاريين وتسمى بالمضافات".
وأوضح أن القوات الأمنية قامت بتمشيط أراضٍ واسعة من منطقة إمام ويس إلى نفط خانه شمالي شرقي ديالى.
وأشار إلى أن الجهد الجوي ساهم في رصد وتدمير المعاقل غير المنظورة من الأرض، إضافة إلى منع المسلحين من التحرك بحرية. "
وأضاف أن "هذا لا يعني زوال الخطر تماماً، فالمنطقة لا تزال تحتوي على مسلحين متوارين هنا وهناك، لكنهم بأعداد قليلة وبقدرات تسليحية متواضعة".
وشدد على أن هؤلاء العناصر الباقين يعانون من "الانهيار النفسي، موضحاً أنهم "بالتأكيد غير قادرين على شن هجمات كبيرة، وقد يلجأون إلى الأعمال اللصوصية من أسلوب أضرب وأهرب".
وتابع "وحتى مع اتباع هذا الأسلوب الذي كانوا يمارسونه قبل سنوات فنحن جاهزون للرد، مستدركاً بالقول إنه "لا خيار أمام الإرهابيين إلا القتل أو أن يسلموا أنفسهم دون مقاومة".
رصد تحركات عناصر داعش
وتشير تقارير إعلامية إلى وجود بضع مئات من عناصر داعش يتخفون في أودية حمرين ومناطقها النائية.
وقال عبد الخالق العزاوي وهو نائب رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة ديالى، إن المسلحين الباقين يختبئون على شكل "مجموعات محدودة وصغيرة، كل منها لا تتجاوز خمسة أو ستة مسلحين".
وأوضح لديارنا أن حملات المطاردة والاستهداف أرهقت عناصر داعش بالخسائر البشرية والمادية وأضعفتهم.
ولفت إلى أن مواقعهم وتحركاتهم مرصودة من الجو، وتتم ملاحقتهم على الأرض.
وبالمقابل، أشار العزاوي إلى أن التنظيم "لا يزال يحتفظ ببعض الوجود في مناطق مرتفعات حمرين والعظيم والمنصورية وشمال المقدادية، وهذا التواجد مصدر تهديد للسكان".
'مجاميع سائبة من المقاتلين'
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي إن قوة داعش في منطقة حمرين تلاشت، فعناصرها صاروا مجرد "مجاميع سائبة موجودة في جيوب مخفية".
وأكد أنهم" لا يمتلكون ما يكفي من أسلحة وطاقات للحصول على موطئ قدم أو كسر خطوط [الدفاع] ومهاجمة مدن أو قرى".
ولفت إلى أن التنظيم رد على هذه الهزيمة عبر مشاغلة القوات الأمنية بالهجمات الخاطفة.
وأوضح أن داعش تسعى من خلال هذه الهجمات إلى إرباك الوضع الأمني والحصول على بعض الوقت قبل بدء الحملة العسكرية الكبرى لتحرير الحويجة ومناطق غرب كركوك.
وأضاف أنهم يهربون من هذه المناطق باتجاه تلال حمرين وشرق محافظة صلاح الدين".
وأشار إلى أنه في حال لم يعالج الوضع في منطقة تلال حمرين، فسيبقى العناصر الباقون مصدر تهديد أمني، حتى بعد استكمال عمليات التحرير.
*
اضافة التعليق