بغداد- العراق اليوم:
هل تلعب السعودية على كل الطاولات في آن واحد، وهل تحولت الى صانعة تحالفات الآن، بعد ان كانت جزء من لعبة فقط، وهل سمح الحليف الامريكي لهذه المملكة ان تقوض أمن حلفاء ودول عظمى، والى اي مدىً يمكن ان ينجح اللاعب السعودي في مهمته هذه؟.
وفي المقابل هل تدرك السعودية مخاطر اللعب (الخشن) مع دول كبيرة وقوية، مثل تركيا وايران، لاسيما في الملفات التي تهدد امن هذه الدول واستقرارها، ثم ماذاعن اللاعبين العراقي والسوري، هل تجاوزتهما السعودية للأبد، ام انها لا تعي أنهما الآن بحكم الواقع نظامان قويان ومنتصران، وفد نجحا في تغيير قواعد اللعبة، وصناعة قواعد اشتباك جديدة للمنطقة برمتها؟ .
كل هذه الاسئلة وغيرها تطرح الآن في الاروقة السياسية، ووسائل الاعلام المختلفة، بعد الكشف عن زيارة مفاجئة للسفير السعودي في العراق والمثير للجدل ثامر السبهان برفقة مبعوث الرئيس ترامب للحرب على داعش الى الرقة بعد اقل من ساعات من طرد التنظيم من قبل قوات سوريا الديموقراطية (قسد) .
نعم، فقد ظهر وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان في صورة له في الرقة محاطًا برجال يرتدون الزي المدني وكان برفقة المبعوث الخاص للرئيس الامريكي للتحالف الدولي للقضاء على داعش (بريت مكغورك).
ونقلت الصحافة المعارضة للنظام السوري بان “ماكغورك” و”السبهان” في ريف الرقة، والنظام صامت، حيث بات من المؤكد أن مسؤولا سعودياً بارزًا زار محافظة الرقة برفقة المبعوث الأمريكي الخاص “بريت ماكغورك”، بمناسبة إعلانها “خالية” من تنظيم “داعش”، وهي المحافظة والمركز الذي كان يسمى“عاصمة الخلافة”.
فقد ظهر وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج “ثامر السبهان” في ريف الرقة برفقة “ماكغورك”، وهما يجولان على بعض الأماكن ويجريان الاجتماعات مع ما يسمى “مجلس الرقة المدني”.
ولم يتسرب الكثير عن ما دار في تلك الاجتماعات ولا الأهداف الحقيقية من ورائها، باستثناء الحديث عن خطوط عامة كدراسة إعادة إعمار الرقة. وقد
عقد “السبهان” والمبعوث الأمريكي أكثرمن اجتماع في بلدة “عين عيسى” كما توقفا في محطة للمياه قرب قرية “الزاهرة”بريف الرقة الشمالي.
وتواردت معلومات غير مؤكدة رسمياً، بأن “السبهان” أبدى استعداد الرياض للمساهمة بإعادة إعمار الرقة.
وتعد زيارة “السبهان” للرقة أول زيارة معلنة من نوعها لمسؤول سعودي إلى سوريا منذ سنوات، وبهذه الطريقة، أي دون موافقة أو عِلْم الدولة السورية، وهي زيارة لها وفيها دلالات ورسائل سعودية عديدة، أولها اشعار ايران بوجود الرياض في سوريا، بل واعلان شراكتها مع طهران من باب المنافسة، سواء في الحرب مع داعش او بعد طرد داعش من سوريا، لا سيما في تحديد مسارات المستقبل السوري!
الغريب ان الحكومة السورية اختارت “الصمت” حتى اللحظة، ولم تعلق، أو تعترض على الأمر بحسب الصحافة السورية المعارضة.
كما ان زيارة “السبهان” هذه تعطي أكثر من مؤشر آخر، من بينها دعم الرياض لـ”قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل مليشيا “وحدات الحماية” عصبها، وهي ذراع حزب “العمال الكردستاني” في سوريا والتي تعدها تركيا تنظيمات ارهابية.
ويعرف ثامرالسبهان بان له خصوصية أكثر من أي مسؤول آخر سعودي في هذا الملف، حيث عرف الرجل بمواقفه وتصريحاته النارية ضد إيران وحلفائها.
يذكر ان البيت الابيض اعلن اليوم عن حملة اعمار ستنطلق بالرقة، تتضمن توصيل مياه الشرب للمنازل، ورفع الانقاض والنفايات من المدينة.
وسائل اعلام سعودية او مقربة من السعودية حاولت تشبيه السبهان بدور القائد الايراني قاسم سليماني، في ربط غير منطقي بين دور كلا الرجلين اللذين يقومان به، والحق فإن سليماني يؤدي دورًا كبيرًا في محاربة انتشار التنظيمات الارهابية في المنطقة، فيما يحاول السبهان اصطياد الفرص لمنح مئات السعوديين المحاصرين او المعتقلين من قبل القوات الكردية لغرض تهريبهم، ودرء الفضيحة عن السعودية، بعد ان اتضح بالارقام ان عماد التنظيم الإرهابي في الرقة هم السعوديون حصرًا. وشتان ما بين الدورين بكل تأكيد .
*
اضافة التعليق