اسرار لم تنشر عن ليلة هزيمة مسعود في كركوك

بغداد- العراق اليوم:

تكشف مصادر مطلعة في بغداد وكركوك عن أسرار ليلة اعادة فرض القانون والدستور والأمن في كركوك والمناطق المحتلة من قبل البيشمرگة التابعة لمسعود برزاني .

حيث تروي هذه المصادر في أحاديث متنوعة تابعها ( العراق اليوم)، ان "مسعود البرزاني تأخر كثيرًا في فهم التحذير الذي اطلقته بغداد في الاربعاء قبل الماضي له، حين امهلت قواته التي تسيطر على مطار كركوك العسكري وبعض القواعد العسكرية والابار النفطية، وغير من المناطق المتنازع عليها، وظن ان الامر مجرد ضغط سياسي وان العبادي لن يقدم على فعل اي شيء".

وتضيف المصادر "بل ان مسعود رفض الاستماع لأي رأي من قبل مستشاريه، او جهات داخلية في اربيل او خارجها، اتصلت به وحاولت الاستماع لرده، حيث كان يؤكد لهذه الاطراف ان بغداد لن تستطيع فعل شيء".

وتشير المصادر الى ان مسعود اتكأ على اشارات غير مفهومة صدرت من بعض اطراف الادارة الامريكية والتي حذر بعضها من مغبة الهجوم على الاقليم، لكنه فهم هذا التحذير على انه اشارة لكركوك، فيما كانت الإشارات الامريكية تحذر من الهجوم على اربيل ودهوك والسليمانية حصرًا.

واوضحت المصادر، ان اطرافًا كردية واخرى اقليمية ادركت جدية بغداد هذه المرة، وان العبادي عازم على فرض سلطة النظام بأي شكل، خصوصًا مع التمرد غير المشهود من قبل محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم، الذي  تمادى بغيه، وغروره، فضرب بغداد وقراراتها عرض الجدار.

واشارت المصادر الى ان ايران فهمت هذا الاصرار، لذا تحرك الجنرال قاسم سليماني بسرعة لغرض وأد بوادر اصطدام غير محمود العواقب في كركوك، خصوصاً من قبل قوات مسعود ومليشياته، واتصل بشكل عاجل بقادة الاتحاد الوطني الكردستاني وابلغهم ان صبر بغداد نفد على ما يبدو هذه المرة، وهي  لا تريد اكثر من تطبيق الدستور. وان عليهم التعاون معها لتجنيب كركوك مأساة هي في غنى عنها، وقد تؤدي الى تقويض نفوذ الاتحاد.

وتابعت كما ان طهران دخلت كطرف وسيط مع اربيل التي اتضح حرصها على تجاهل تحذيرات بغداد، وحرصها ايضًا على نقل المعركة ان حدثت الى كركوك لتقويض سلطة الاتحاد الوطني الكردستاني عليها، وجعل السليمانية في حرج شديد.

واردفت المصادر، بعد ادراك الوسطاء ان مسعود ينوي احراق المنطقة برمتها، عادوا الى السليمانية وابلغوها بخطورة الوضع وان هناك شريكًا كرديًا يراهن على استنزافهم اكثر ما يراهن على شيء، وان عليهم تدارك الامر بأقل الخسائر.

وزادت المصادر، لقد رافق هذا الطرح الايراني، وساطات عراقية متعددة الاطراف الى القيادة الاتحادية التي اخبرت بأنها الآن بيضة القبان، وبيدها انقاذ المنطقة من الحرب، او اشعالها ان اخطأت تقدير الموقف .

اللحظات الحرجة !

استغرقت هذه الجهود وقتًا، كانت المهلة التي اعلنتها بغداد على وشك النفاد ليلة الاحد الماضي، وهنا تطلب الامر من الوسطاء العودة الى بغداد ومحاولة تأجيل  قرار الانتشار ولو لساعات معدودة ريثما يتم انجاز تفاهم بالحد الادنى على الأقل، فوافقت بغداد بعد دخول اطراف عراقية عديدة في المفارضات، ومنهم الحاج هادي العامري الذي جلس مطولًا مع السيد باڤيل طالباني وابلغه خطورة الموقف على مصلحة الشعب العراقي بعربه واكراده، وحرص قيادة الحشد والجيش على تجنب الاصطدام باخوتهم ابناء البيشمرگة وان بغداد لا تريد فرض امر واقع، لكنها ترفض بالمقابل فرض الامر الواقع عليها.

بعد التأجيل لمدة ٢٤ ساعة كان العبادي ازداد اصرارًا على المضي بعملية الانتشار، وتيقن ان جهة ما تراهن على المهل اكثر من اي حل، لكن اتفاقًا كان قد انجز مع قادة الاتحاد، وبغداد،  قضى باعادة الانتشار السلس في كركوك وكل المناطق خارج الاقليم، على ان تفعل الادارة المشتركة فيها، وان تبدأ مرحلة جديدة بين السليمانية وبغداد دون اراقة دماء عراقية .

وكانت قيادة بيشمرگة الاتحاد حكيمة وحريصة على تجنب الاصطدام، وصدرت الاوامر لقوات السبعين المنتشرة في كركوك بالتعاون مع اخوتهم في قوات مكافحة الارهاب للانتشار، وتسليم المقرات للقوات الاتحادية.

وعن الاشتباكات المحدودة التي وقعت، اوضحت المصادر ان " الاشتباكات كانت بسبطة بين بعض قوات السبعين التي لم تستلم الاوامر بعد، او تلك المرتبطة بكوسرت رسول، او حتى جزء من قوات الثمانين التابعة لمسعود برزاني.

علق هنا