هل ستنجح جهود سليماني بنزع فتيل قنبلة الحرب؟

بغداد- العراق اليوم:

منذ ان اعلنت بغداد ترحيبها بأي مبادرة داخلية او خارجية في اطار سعيها لايجاد حل ومخرج من الازمة مع اربيل المتعنتة، يواصل مستشار الحشد الشعبي الجنرال قاسم سليماني جهوده في سبيل تسوية الازمة، عبر تقديم الجمهورية الاسلامية كطرف ضامن لأي اتفاق، لتجنيب حلفاء الامس أي صدام مسلح قد يحرق المنطقة برمتها اذا اشتعل. وبحسب معلومات دقيقة اطلع عليها ( العراق اليوم) فان الجنرال سليماني حمل رؤية بغداد للقادة الاكراد، وابلغهم ان بديل هذه الخيارات صعب جدًا عليهم وعلى مستقبل العراق برمته، وان عليهم الآن ادراك خطورة الازمة، ومحاولة استخدام خطوط التفاهم المفتوحة قبل ان يقطعها الرصاص الذي ان اطلق فلن يعود". واشارت المعلومات الى ان سليماني اوضح لقادة الاتحاد الوطني الكردستاني ان بغداد لا تزال تمد يدها  للاقليم، ولن تتراجع عن اي مكتسبات حصل عليها، بل انها مستعدة لتعزيزها وفق القانون والدستور، شريطة ان يطبق الجزء الكردي ما عليه من التزامات دستورية تجاه بغداد. واوضحت ان المصادر ان "الوسيط الايراني ابلغ القادة الاكراد ان افضل مستقبل لهم هو مع بغداد وبحمايتها، وان الدول المجاورة لن تضمن لهم اي موقف في حال مضوا بخيارات صعبة كالانفصال الاحادي او رفع السلاح بوجه بغداد". ولفتت الى ان المباحثات اشادت برؤية المرجعية ودعوتها للحل في اطار الدستور، وهذا يعني ان المرجعية تؤيد الحقوق الكردية وتدعو ايضًا لاحترام الالتزامات الدستورية كاملةً غير منقوصة. وابلغت مصادر في السليمانية ان القادة الكرد المجتمعين في دوكان توصلوا الى خطوة اولى تقضي بتجميد الاستفتاء الى امد غير منظور، والبدء بمفاوضات شاملة مع بغداد، مع اتخاذ خطوات عاجلة في كركوك من بينها البدء بترتيب الادارة المشتركة فيها، واستبدال المحافظ نجم الدين كريم باخر من الاتحاد وغيرها من الاجراءات . وتعليقًا على هذه المعلومات رأي المحلل السياسي عباس الرضوي، ان " الوساطة الايرانية والمحاولة التي يقوم بها سليماني الان تمثل واحدة من الاشارات والعلامات التي على الاقليم استغلالها قبل ان تذهب الامور الى ما لايحمد عقباه". واشار في حديثه ل ( العراق اليوم) الى ان ما يعقد الامور بصراحة هو الوضع الداخلي للاقليم وليس العكس، بمعنى ان مسعود يعرف ان انهاء ازمة الاستفتاء ستعني السؤال عن الوضع الداخلي، فماذا بعد الاستفتاء، خاصة وان الاقليم يشهد تعطيلًا متعمدًا للحياة السياسية فيه، وكذلك ازمات اقتصادية عميقة وغيرها، مما يعني ان مسعود سيظل يحاول الهرب من مواجهة استحقاقات الداخل الكردي بالمزيد من الهرب الى الامام بطبيعة الحال.

علق هنا